اخبار منوعة
المغرب كان دائما داعما لحق الشعوب في الحرية والمساواة والعدالة
عمرو العرباوي – مدير النشر
كان المغرب دائما داعما لحق الشعوب في وتقرير المصير من اجل نيل حقوقها المشروعة، ويعود الموقف إلى مجموعة من العوامل التاريخية، الثقافية، والسياسية التي جعلت هذا المبدأ جزءاً من هويته الوطنية وسياسته الخارجية.
ويمكن تفسير هذا الموقف المغربي عبر تحديد مجموعة من المقاربات بشكل مفصل على الشكل التالي :
- أولا :المؤشر التاريخي:
-الدين الإسلامي: يرتكز المغرب في هويته الثقافية والسياسية على الإسلام، الذي يدعو إلى قيم العدل والمساواة بين البشر، هذه المبادئ شكلت أساساً لتوجهاته في دعم الشعوب المظلومة.
-النضال ضد الاستعمار: عاش المغرب تجربة مريرة مع الاستعمار الفرنسي والإسباني، مما جعل لديه وعياً عميقاً بأهمية الحرية، وهذه التجربة أكسبته تضامناً طبيعياً مع الشعوب التي تسعى لنيل استقلالها وحريتها.
-الدور التاريخي في العالم العربي والإسلامي: المغرب كان دائماً مشاركاً في الحركات التحررية والداعمة لاستقلال الدول العربية والإسلامية، كدعمه لحركات التحرير في الجزائر وفلسطين.
- ثانيا :مؤشر القيم الثقافية والاجتماعية:
-ثقافة التضامن: المجتمع المغربي يتميز بروح التضامن مع المظلومين والمحتاجين، وهو ما يظهر في مواقفه على المستوى الدولي.
-الاستقرار الاجتماعي: المغرب يعكس نموذجاً للتماسك بين مختلف مكوناته الاجتماعية، ما يجعله يؤمن بأهمية تحقيق العدالة والمساواة للشعوب الأخرى.
- ثالثا :السياسة الخارجية
-التزامه بالشرعية الدولية: المغرب يؤكد باستمرار دعمه لقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي التي تدعو إلى الحرية والعدالة للشعوب.
-القضية الفلسطينية: يعتبر دعم المغرب الثابت للقضية الفلسطينية مثالاً بارزاً على التزامه بالحرية والعدالة، الملكية المغربية، من خلال لجنة القدس، تلعب دوراً نشطاً في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
-الوساطة والسلم: المغرب يستخدم دبلوماسيته لتعزيز الحلول السلمية والنضال المشروع بدلاً من العنف.
- رابعا : مواقف بارزة
-دعم الجزائر أثناء حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي.
-مساندة حركات التحرير في إفريقيا مثل دعم نيلسون مانديلا ضد نظام الفصل العنصري.
-لعب دور في حل النزاعات الإقليمية، مثل الحوار الليبي الذي احتضنته مدينة الصخيرات او ما يسمى اتفاقية الصخيرات بين الأطراف المتنازعة على السلطة من اجل اجراء الانتخابات لبسط حكومة الوحدة الوطنية الليبية.
اما موقف المغرب من القضية السورية كان دائماً متوازناً ويعكس التزامه بمبادئه الثابتة في دعم الشعوب لتحقيق الحرية والعدالة، مع الحرص على احترام سيادة الدول وحماية استقرارها ووحدة أراضيها ، حيث يمكن تفسير هذا الموقف من خلال النقاط التالية :
- اولا :الدعم الإنساني للشعب السوري
فمنذ بداية الأزمة السورية في 2011، تبنى المغرب موقفاً إنسانياً واضحاً عبر تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين.
-استضافة اللاجئين السوريين: المغرب استقبل عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين وحرص على إدماجهم في المجتمع المغربي، حيث يتمتعون بمعاملة إنسانية تضمن لهم الكرامة والحقوق الأساسية.
- ثانيا :التوازن الدبلوماسي
-المغرب لم ينخرط في سياسات المحاور أو التدخلات العسكرية في سوريا، بل تبنى مقاربة دبلوماسية تدعو إلى حل سياسي شامل للأزمة، بما يضمن وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة.
-دعم المغرب للجهود الدولية، مثل مسار جنيف، يعكس رغبته في تحقيق تسوية سلمية للنزاع مع الحفاظ على استقرار سوريا.
- ثالثا :إدانة العنف ودعم الحل السلمي
-المغرب أدان بشدة العنف الذي طال المدنيين السوريين، سواء كان من طرف النظام أو الجماعات المسلحة، كما دعا باستمرار إلى الحوار بين جميع الأطراف السورية للتوصل إلى حل سياسي يضع حداً للصراع.
- رابعا : الالتزام بمبادئ السيادة وعدم التدخل
-فموقف المغرب من الأزمة السورية يتماشى مع سياسته العامة في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما دعى المغرب إلى ضرورة تمكين الشعب السوري من تقرير مصيره بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد الأزمة.
- خامسا : الدور العربي والإسلامي
-المغرب دعم المبادرات العربية والإسلامية لحل الأزمة السورية، سواء من خلال الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، كما أبدى المغرب دعمه لوحدة الصف العربي في التعامل مع القضية السورية، مشدداً على أهمية التوافق العربي لحل الأزمات الإقليمية.
- سادسا : الموقف من إعادة الإعمار وعودة سوريا للجامعة العربية
– في السنوات الأخيرة، كان المغرب من الدول التي دعمت عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مؤكداً على ضرورة العمل المشترك لإعادة بناء سوريا وإعادة دمجها في محيطها العربي، كما أظهر المغرب استعداده للمساهمة في الجهود الإنسانية والتنموية لإعادة إعمار سوريا بعد انتهاء النزاع.
مخرجات هذا المقال ، مما يمكن التأكيد عليه بكل وضوح أن موقف المغرب من حق الشعوب من في تقرير مصيرها من احل الاستقلال والحرية والعدالة والمساواة خصوصا القضية الفلسطينية والسورية يعكس التزامه بمبادئه الأساسية في دعم الشعوب في نضالها من أجل الحرية والكرامة، مع الحفاظ على السيادة الوطنية واحترام القانون الدولي، كما يركز المغرب على الحلول السلمية والدبلوماسية، مع تقديم الدعم الإنساني للشعبين الشقيقين الفلسطيني والسوري ومساندتهما في تجاوز المحنة التي يعيشون فيها.