اخبار منوعة
شبه الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه السياسي كالسائق
عمرو العرباوي – مدير النشر
التشبيه الذي أورده الملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، في قوله: “السياسي كالسائق” يحمل معاني عميقة ودقيقة تعكس رؤيته للسياسة كفنٍّ يتطلب الحكمة والمهارة والتبصر ،ولفهم هذا التشبيه بشكل مفصل ، يمكننا تحليل المقارنة بين السياسي والسائق من عدة زوايا:
1. الرؤية والتخطيط
•كما يحتاج السائق إلى رؤية واضحة للطريق وتحديد وجهته قبل الانطلاق، فإن السياسي يجب أن يمتلك رؤية استراتيجية واضحة للمستقبل وخطة محكمة لتحقيق أهدافه.
•السائق يقرأ الخرائط ويحدد المسارات الأنسب، بينما السياسي يضع السياسات والخطط بناءً على معطيات دقيقة وواقعية.
2. القيادة والسيطرة
•السائق يمسك بمقود السيارة ويتحكم فيها لضمان عدم الانحراف عن المسار، والسياسي يقود البلاد أو المجتمع بتوجيه صحيح لضمان الاستقرار وتحقيق المصلحة العامة.
•إذا فقد السائق السيطرة على السيارة، فإنه يعرض الجميع للخطر، وكذلك السياسي إذا أخفق في إدارة الأمور بحكمة.
3. القدرة على التكيف
•السائق يواجه تحديات غير متوقعة على الطريق مثل المطبات أو الزحام أو تغيرات الطقس، ويتعين عليه التكيف معها بسرعة. وبالمثل، السياسي يواجه ظروفاً متغيرة، سواء داخلية أو خارجية، ويحتاج إلى التكيف معها واتخاذ قرارات مناسبة.
•التكيف يتطلب الهدوء والتركيز، فالسائق المتهور أو السياسي المتسرع قد يتسببان في كوارث.
4. الالتزام بالقوانين والقواعد
•السائق ملزم بالالتزام بقواعد المرور لتجنب الحوادث، والسياسي ملزم بالعمل ضمن القوانين والمؤسسات لتحقيق العدالة وضمان احترام دولة القانون.
•تجاهل السائق للقوانين يعرضه للعقوبات، وكذلك السياسي الذي يتجاوز الحدود القانونية أو الأخلاقية.
5. المسؤولية تجاه الآخرين
•السائق يتحمل مسؤولية سلامة الركاب معه، والسياسي يتحمل مسؤولية شعب بأكمله.
•قرارات السائق الخاطئة قد تؤدي إلى حوادث، بينما قرارات السياسي الخاطئة قد تكون لها عواقب أكبر تمتد للأجيال.
6. الصبر والتركيز
•القيادة تتطلب الصبر والتركيز الدائم لتجنب الأخطاء، والسياسة أيضاً تتطلب الصبر خاصةً عند اتخاذ القرارات المصيرية أو مواجهة الأزمات.
•التسرع أو الغضب يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في الحالتين.
مخرجات هذا المقارنة ، تكمن في ان هذا التشبيه يعكس فلسفة الملك الحسن الثاني في أن السياسي ليس مجرد شخص يتخذ قرارات عشوائية، بل هو قائد ذو رؤية، يتحمل مسؤولية كبيرة ويتطلب منه امتلاك المهارات والمعرفة اللازمتين للقيادة بفعالية، كما أن التشبيه يُبرز الحاجة إلى الحكمة والاتزان في اتخاذ القرارات، سواء كان ذلك على مستوى فردي (السائق) أو على مستوى الدولة (السياسي)