اخبار منوعة

قبل اعداد برامج التنمية البشرية ينبغي أولا تغيير السلوكات السلبية

عمرو العرباوي – مدير النشر
تغيير السلوكيات السلبية قبل إعداد برامج التنمية البشرية هو مبدأ ضروري لضمان نجاح أي مبادرة تنموية، والسبب في ذلك هو أن التنمية البشرية تعتمد ليس فقط على توفير الموارد أو الفرص، ولكن أيضًا على استعداد الأفراد والمجتمع للاستفادة منها بشكل فعال.
لتفسير هذا التوجه السلوكي السلبي بشكل شامل وجب الإحاطة به من عدة جوانب:
أولا : تعريف السلوكيات السلبية وتأثيرها على التنمية البشرية،
السلوكيات السلبية هي الممارسات والأفكار التي تعيق التطور الشخصي والمجتمعي، مثل الاعتماد على الريع، الاتكالية، الغش، الفساد، غياب المسؤولية، واللامبالاة، هذه السلوكيات تحد من تأثير أي برامج تنموية، حيث يمكن أن تؤدي إلى:
-عدم استغلال الموارد المتاحة بكفاءة.
-مقاومة التغيير والإصلاحات.
-إضعاف روح المبادرة والابتكار.
-انتشار الفساد والمحسوبية، مما يعطل تحقيق العدالة الاجتماعية.
ثانيا : أسباب انتشار السلوكيات السلبية،
أ-العوامل الثقافية والاجتماعية:
-التنشئة الاجتماعية: كثير من العادات السلبية تنتقل عبر الأجيال من خلال الأسرة والمدرسة والمجتمع، مثل تبرير الغش أو الاتكالية على الدولة أو الآخرين.
-التقاليد والأعراف: بعض التقاليد تعزز قيمًا تتعارض مع التنمية، مثل رفض العمل في مهن معينة أو رفض تعليم الفتيات.
-التأثير الإعلامي: بعض وسائل الإعلام تروج لنماذج سلبية مثل الثراء السريع دون عمل، أو تهميش قيم الاجتهاد والالتزام.
ب-العوامل الاقتصادية
-الفقر والبطالة: يمكن أن تؤدي إلى تفشي سلوكيات مثل الغش، السرقة، أو استغلال الآخرين عبر التسول أو الاحتيال.
-غياب العدالة الاقتصادية: يؤدي إلى الإحباط والشعور بعدم جدوى الجهد الشخصي، مما يشجع على اللجوء إلى طرق غير مشروعة للحصول على المال.
ج- العوامل السياسية والإدارية
-ضعف سيادة القانون: إذا لم تكن هناك مساءلة جدية، فسيتشجع الناس على انتهاك القوانين.
-البيروقراطية والفساد: تعيق التحفيز على العمل الجاد وتفتح الباب أمام المحسوبية والرشوة.
ثالثا : كيف يمكن تغيير هذه السلوكيات؟
أ-التربية والتوعية:
-إصلاح المناهج الدراسية لغرس قيم المسؤولية والشفافية والاعتماد على النفس.
-إطلاق حملات إعلامية تستهدف تغيير العقليات السلبية.
-تعزيز دور القدوة الحسنة في المجتمع من خلال تسليط الضوء على نماذج ناجحة.
ب- الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي:
-خلق فرص عمل لائقة تحد من لجوء الناس إلى سلوكيات غير مشروعة.
-تقليل الفوارق الطبقية لتحقيق عدالة اجتماعية تدعم الشعور بالمسؤولية الجماعية.
ج- تفعيل القانون والمحاسبة:
-تطبيق قوانين صارمة ضد الفساد، الغش، والتلاعب.
-تعزيز مبدأ الثواب والعقاب لضمان احترام القيم الأخلاقية.
د- تعزيز المجتمع المدني:
-دعم الجمعيات التي تعمل على توعية الأفراد وتحفيزهم على التغيير الإيجابي.
-تشجيع مبادرات شبابية لتنمية الوعي المدني والمسؤولية الاجتماعية.
رابعا: العلاقة بين تغيير السلوك والتنمية البشرية،
عندما تتغير السلوكيات السلبية، تصبح برامج التنمية البشرية أكثر فعالية لأن الأفراد سيكونون أكثر استعدادًا:
-لتلقي التعليم والتدريب والاستفادة منه بجدية.
-للمشاركة في سوق العمل بروح المبادرة والإنتاجية.
-لاحترام القوانين والمؤسسات، مما يخلق بيئة تنموية مستقرة.
مخرجات هذا المقال ، قبل إعداد برامج التنمية البشرية، يجب التركيز على تغيير العقليات والسلوكيات السلبية من خلال التربية، الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز القانون والمجتمع المدني، لأن التنمية الحقيقية لا تتحقق بمجرد توفير الموارد، بل بتغيير الأفراد أنفسهم ليكونوا فاعلين وإيجابيين في بناء مجتمعهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى