اخبار منوعة

محرك الفكر هو السؤال: حين تصبح علامة الاستفهام أقوى من الجواب

ذا عمرو العرباوي/مدير النشر
لم تعد المعرفة في عصرنا مجرد جمع للأجوبة، بل أصبحت رحلة تبدأ بسؤال، سؤال واحد قد يفتح أفقًا ورهانات جديدًا، يغيّر مسار تفكير الفرد ، بل قد يغيّر العالم.
“محرك الفكر هو السؤال” عبارة تختزل فلسفة عميقة ترى أن التفكير الحقيقي لا ينبع من التلقين أو الحفظ، بل من التساؤل. ففي زمن غزارة المعلومات، يصبح السؤال أداة فرز وفلترة، وبوصلة بحث تقود إلى الفهم لا إلى التكرار.
  • السؤال البذرة الأولى للتفكير،
يُجمع الفلاسفة وعلماء الاجتماع والنفس على أن الإنسان يبدأ التفكير عندما يشعر بأن هناك شيئًا ناقصًا أو غامضًا، وهذا الإحساس هو ما يُترجم إلى سؤال.
“لماذا؟”، “كيف؟”، “هل من طريقة أخرى؟” هذه الأسئلة ليست فقط بداية المعرفة، بل أساس كل إبداع.
يقول المفكر الفرنسي إدغار موران: “إن القدرة على التساؤل هي أول مظاهر الذكاء البشري.”
  • العقل لا يُحرّكه الجواب بل السؤال،
منذ سقراط إلى أينشتاين، ومن أفلاطون إلى نيوتن، كان السؤال هو المنطلق.
-سقراط لم يكن يعطي أجوبة، بل يطرح أسئلة تُفكّك المسلمات.
-نيوتن سأل: لماذا تسقط التفاحة إلى الأسفل؟ فكانت بداية فيزياء الجاذبية.
-أينشتاين تساءل: ماذا لو ركبت شعاع ضوء؟ فانطلقت نسبية غيرت مفاهيم الزمان والمكان ،في كل هذه اللحظات، لم يكن الجواب هو البداية، بل السؤال الذي لم يكن أحد يجرؤ على طرحه.
  • في التعليم ،السؤال هو الفرق بين الحفظ والفهم،
في الأنظمة التعليمية التقليدية، كثيرًا ما يُكافأ الطالب على إعطاء الأجوبة الصحيحة فقط، بينما يُهمل السؤال، وكأن التفكير خطأ، لكن في التعليم العصري، يُعدّ الطالب الذي يطرح سؤالًا دقيقًا أكثر نضجًا من طالب يحفظ عشرين إجابة دون فهم.
“من لا يسأل، لا يفكّر”، هكذا يقول خبراء التربية، ولذا بدأت كثير من المدارس حول العالم تعتمد أساليب تعتمد على “التفكير بالسؤال”، مثل:
-التعلم القائم على المشكلات.
-التفكير النقدي.
-الحوارات الصفية المفتوحة.
لماذا نخاف من السؤال؟
رغم أهمية السؤال، يظل كثير من الناس يتجنبون طرحه خوفًا من الظهور بمظهر “الجاهل”، أو لأن الثقافة العامة لا تشجع على التفكير النقدي.
في مجتمعات يغلب عليها التقليد، يُنظر إلى السائل على أنه مشاكس أو غير مطيع، بينما هو في الحقيقة أول خطوات الوعي.
  • نحو مجتمع يسأل أكثر ويفهم أعمق،
إذا أردنا مجتمعًا مفكرًا، علينا أن نُعيد الاعتبار للسؤال، لا بوصفه تحديًا للسلطة أو تقويضًا للمعرفة، بل بوصفه وسيلة لفهم أعمق وأكثر إنسانية، السؤال ليس ضعفًا، بل هو قوة تدفع بالعقل نحو الإدراك، وبالإنسان نحو التقدم.
مخرجات هذا المقال ، ينبغي علينا أن نؤمن بأن السؤال بداية الحرية ، ليس هناك فكرة أكثر تحريضًا على التفكير من سؤال جيّد،
فالعقل الساكن لا يُنتج إلا التكرار، أما العقل الذي يسأل، فهو الذي يُحرّك التاريخ.
فلنسأل أكثر لنفكّر أكثر  لنتحرر أكثر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى