هدر الزمن التنموي وتعطيل التنمية بمدينة جرادة.

رشيد اخراز
مدينة جرادة، التي لطالما كانت على مرّ السنين، شاهدة على التضحيات التي قدّمها أبناؤها في مختلف القطاعات، وتعتبر جزءاً أساسياً من تاريخ المغرب، تشهد اليوم هدرًا حقيقيًا للزمن التنموي الذي طال انتظاره. إن المدينة بحاجة ماسة إلى إشراقة حقيقية للتغيير، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، بل على مستوى النهوض الاقتصادي والاجتماعي للساكنة. ولكن، ما نشهده في الوقت الراهن هو أن عجلة التنمية قد توقفت، وهذا التوقف ليس عَرَضياً، بل نتيجة لإدارات سابقة غير جادة ومسؤولية مفقودة في تحمل تبعات التأخير.
وفي سياق موازي، إن هدر الزمن التنموي يعد من أسوأ الممارسات التي تعيق تقدم المدن وتساهم في تزايد الأزمات الاجتماعية والاقتصادية. وبالنظر إلى مدينة جرادة، فإن هذا الهدر له أبعاد متعددة تتجسد في تعطل المشاريع التنموية وتأخر المبادرات التي من شأنها تحسين حياة المواطنين، بالإضافة إلى غياب رؤية واضحة ومتكاملة لتطوير المدينة في مختلف المجالات.
إحدى القضايا الأساسية التي تستدعي النقاش اليوم هي أن المسؤولية في هذا الوضع لا تقع فقط على كاهل بعض الأطراف أو الجهات الحكومية، بل هي مسؤولية جماعية. فلا يمكن أن يتحمل فاعل سياسي واحد أو جهة واحدة عبء هذا التأخير. بل يجب أن يكون الجميع، من مسؤولين َمحليين إلى الجهات المعنية على المستوى الوطني، جزءًا من الحل وأن يتحملوا مسؤولياتهم بشكل جدّي وشفاف.
من واجبنا كفاعلين جمعويين في هذه المدينة، أن نكون صادقين مع أنفسنا . فإما أن نواجه الحقيقة كما هي ونعترف بأن الأمور بحاجة إلى إصلاح جذري، أو نغادر لكي لا نكون جزءا من هذه الحلقة المفرغة.
مدينة جرادة تستحق أكثر من ذلك. تستحق أن تكون منارة في قلب المنطقة الشرقية للمغرب، وأن تكون مثالاً حياً على التنمية المستدامة والتقدم. ولكن ذلك يتطلب من الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم.
إن جرادة، التي تعيش تاريخًا عميقًا من التضحية والعمل الشاق، تظل تستحق الأمل في غدٍ أفضل. والآن، إذا أردنا أن يكون لدينا دور إيجابي في تغيير هذا الواقع، يجب أن نكون صادقين في التعامل مع المعوقات التي تعترض طريقنا وأن نعمل بشفافية تامة من أجل مصلحة المدينة وأهلها.