اخبار منوعة

يخلد العالم يوم 20 مارس من كل سنة اليوم العالمي للسعادة :

عمرو العرياوي – مدير الجريدة

قبل الشروع في تناول موضوع السعادة ، لابد من التطرق الى السياق الذي انبثق عنه هذا الحدث .
ففي 28 يونيو من سنة 2012 وعلى هامش فعاليات الدورة 66 للجمعية العامة للامم المتحدة بعنوان “السعادة ورفاهية المجتمع والنموذج الاقتصادي الحديث ” قال الامين العام للامم المتحدة انذاك بان كي مون إن العالم بحاجة إلى نموذج إقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد الثلاث :
التنمية المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية وسلامة الفرد والبيئة ويصب في تعريف السعادة العالمية .
وعلى أثر ذلك آرتئ المجتمع العالمي اعتماد هذا اليوم يوما دوليا للسعادة إعترافا بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة في اتجاه تحقيق التنمية الشاملة والقضاء على الفقر والهشاشة وتوفير الحياة الكريمة لجميع الشعوب .
فبعد هذه التوطئة في سرد الظروف التي صدر منها هذا الحدث العالمي ، لاجرم أولا :من التعريف بالسعادة و ثانيا بتحديد مفهومها ، و ثالثا رصد أثرٍ السعادة في حالة تحققها على حياة الفرد والجماعة.
فالسعادة عموما هي حالة نفسية نسبية واحساس يختلف باختلاف قدرات الفرد وامكاناته ودوافعه. فكل شخص يطمح الى تحقيق شيء من وجهة نظره يعتقد انها السعادة المثلى لديه. فما يراه هذا الشخص هو السعادة يراه الاخر غير ذلك ، نظرا لوجود أسباب وعوامل تقف وراء شعوره بذلك الإحساس ، كونه يتمتع بصحة بدنية جيدة ، ويمتلك المال الكافي لتحقيق العيش الكريم له وللاسرته، يمتلك عملا يحبه ومخلصا في اتقانه ، لديه شبكة من العلاقات الاجتماعية تمده بالطاقة الايجابية الى غير ذلك من الاحاسيس والمشاعر الجيدة التي تشكل محورا اساسيا في اطار فلسفة الاخلاق ،والفلسفة الاجتماعية ،والفلسفة السياسية ، والدين وردود الفعل السلوكية والنفسية هذا من حيث تعريف ومفهوم السعادة على المستوى علاقة الفرد ببيئته ومحيطه الصغير وعالمه الخارجي أو علاقته بالمجتمع.

أما مفهوم السعادة في الاسلام فالامر يختلف لان هناك علاقة وثيقة جدا بين مفهوم السعادة والسلام والاستقرار الروحي والنفسي والعاطفي والسكينة الداخلية وبين القرب من الله عز وجل ، وذلك من منطلق ايمان الفرد ان هناك قوة عظيمة تحميه وتدعمه وتسانده ، ولا ارادة تفوق وتحقق هذه الدعم والمساندة الا رب العالمين مما يجعل الفرد ينعم بالراحة النفسية والطمأنينة والسكينة والسعادة الامثل تبعا لقوله تعالى:

  • (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ)
  • (الدين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) 
  • (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ)

وتبعا لنفس السياق فالسعادة لا تتحقق الا بوجود تكامل الانسان كمخلوق ، كونه روح وجسد ، فإذا عاش جسدا بلا روح هلك، وإذا عاش روحا بلا جسد تعب ، وإذا عاش روحا وجسد سعد ،فخير الامور أوسطها.
فأثر السعادة ينبغي أن يتحقق ، إن توفرت الشروط اللازمة :
– ضمان المساواة في الحقوق والواجبات بين الجنسين دون استثناء.
– ضمان نموزج اقتصادي تنموي يحقق التكافؤ (التنمية المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية و سلامة الفرد والبيئة).
– ضمان تعليم مواطن يصب في تخرج جيل من الاطر المواطنة التي تعمل على خدمة الوطن بحب .
– ضمان ديمقراطية تشاركية بين كل مكونات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
– القطع مع الريع لانه يشجع على الفساد ويحد من تحسين مناخ المال والاعمال والتشجيع على الاستثمار وخلق فرص العمل وما لهذه الشوائب من اثار سلبية على السلم الاجتماعي.
– ضمان تحسين الحقل السياسي عن طريق تطهير الاحزاب السياسية من النخب البيروقراطية والمتحكمة والتي لاتريد إشراك الطاقات الشابة الفاعلة في تدبير الشأن المحلي والسياسة العمومية مخافة من فقدان مقاعدها اقصد كراسيها .
فمخرجات هذا البحث ، كلنا طموح وأمل بلوغ الشعور والاحساس بالسعادة بالدنيا ،والظفر بنعيم الاخرة ، وللدعاء أثر كبير في السعادة ، فهو يشعر المسلم بتقربه من الله ، و إن الإلحاح بالدعاء يغير الاقدار بإذن الله وكل عام والامة المغربية الشريفة بخير رخاء سخاء امنا وامانا يا رب 🤲.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى