الخارجون من القبر بكفالة ،عقدة الجار تجاه نجاحات المغرب

ذا عمرو العرباوي / مدير النشر
كلما خطا المغرب خطوة جديدة نحو التميز، وكلما دشّن مشروعا استراتيجيا أو حقق إنجازا يلفت أنظار العالم، تطفو على السطح أصوات من دولة الجوار، كأنها خارجة من “القبر بكفالة”، لا هدف لها سوى التشويش والتحامل على المغرب، آخر الأمثلة جاءت عقب افتتاح المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بحلته الجديدة، وهو معلمة رياضية تضاهي كبريات الملاعب العالمية، وتجسد الرؤية المغربية في جعل الرياضة رافعة للتنمية ومجالا لتألق الشباب.
هذه الأصوات المتحاملة، التي اعتادت التقليل من أي إنجاز مغربي، تعكس في جوهرها أزمة ثقة داخلية أكثر مما هي مواقف موضوعية، فبينما ينشغل المغرب ببناء مشاريع تنموية كبرى في مجالات البنية التحتية، الطاقة النظيفة، والرياضة، يظل الخطاب الإعلامي والسياسي لدى بعض الجيران حبيس خطاب المقارنة العدائية، بدل التوجه إلى نقد ذاتي يسائل أسباب الفشل والتأخر التنموي.
ولعل ما يثير حنق هؤلاء المتحاملين هو أن الإنجاز المغربي لم يعد حدثا داخليا فقط، بل تحوّل إلى رسالة رمزية تبعث على الثقة لدى المواطن، وتمنح صورة إيجابية عن بلد استطاع أن يجمع بين الاستقرار السياسي والنهضة التنموية، هذه الرمزية هي ما يجعل أي تدشين أو مشروع مغربي يتحول إلى عنوان عريض في الإعلام الدولي، وهو ما يصعب على البعض تقبّله.
ثم إن الحملات العدائية في جوهرها ليست سوى انعكاس لتوجيه إعلامي منغلق، يشتغل على تكرار خطاب شعبوي عقيم، بدل أن ينفتح على قراءة موضوعية تنفع المواطن وتخدم مصلحة البلد، إن الإعلام الذي يهاجم بدافع الغيرة، يفقد دوره كسلطة رابعة، ويتحول إلى مجرد صدى لأصوات الماضي.
الأكيد أن هذه المواقف لا تزيد المغرب إلا إصرارا على المضي في طريق الإصلاح والإنجاز، فالدولة التي راهنت على مشاريع كبرى مثل الميناء المتوسطي بطنجة، شبكة الطاقات المتجددة، والطرق السيارة والقطار الفائق السرعة، تعرف جيدا أن النجاح يثير الغيرة قبل الإعجاب.
مخرحات هذا المقال ، إن ما تحتاجه المنطقة المغاربية اليوم ليس أصواتا خارجة من “الماضي الميت”، بل إرادة سياسية صادقة لبناء مستقبل مشترك قائم على التعاون والتكامل، المغرب في ظل السياسة الرشيدة للعاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله، اختار أن يضع استراتيجيته على أسس التنمية المستدامة والانفتاح، ومن يصرّ على الوقوف في موقع المتفرج الناقد، إنما يختار أن يظل أسير حسابات الماضي وعقده.