اخبار منوعة

الزوار بين متعة البحر وصدمة النفايات ، أي مستقبل للسياحة الموسمية بسيدي رحال الشاطئ؟

ذا عمرو العرباوي/ مدير النشر
مع حلول كل صيف، تستقبل جماعة سيدي رحال الشاطئ أفواجاً كبيرة من الزوار، سواء من المدن المغربية المجاورة أو من مغاربة العالم العائدين لقضاء العطلة بين الأهل والاستمتاع بجمالية البحر، غير أن هذه الوجهة التي يفترض أن تكون محطة سياحية متميزة، تصطدم بواقع يثير الكثير من التساؤلات: مركز المدينة يحظى بالاهتمام، بينما باقي الشاطئ الممتد على مساحات شاسعة يعاني من انتشار الأزبال والنفايات، مما يفقد المكان بريقه الطبيعي.
ما يلاحظ بوضوح هو تركيز العناية في وسط المدينة، مقابل إهمال باقي الفضاءات الساحلية القريبة التي لا تبعد إلا بضع مئات من الأمتار، هذا التفاوت يضع علامات استفهام حول طريقة تدبير الشأن المحلي، خصوصاً في ظل تجارب مدن ساحلية أخرى استطاعت أن ترفع من جاذبيتها عبر استقدام أعوان عرضيين وتحسين الخدمات الأساسية خلال الموسم الصيفي.
المشهد يطرح إشكالية عميقة: هل هو نتيجة غياب وعي بأهمية النظافة كعنصر أساسي في الجاذبية السياحية؟ أم أنه قصور في الرؤية التدبيرية التي تنظر إلى الوافد كمصدر دخل ظرفي فقط، دون مراعاة شروط الراحة والبيئة الصحية التي تضمن عودته في مواسم قادمة؟
استمرار الوضع الحالي ينعكس بشكل مباشر على سمعة سيدي رحال الشاطئ، إذ قد يجد الزائر نفسه أمام مشاهد لا تليق بمدينة سياحية، مما يدفعه للمقارنة مع وجهات أخرى أكثر تنظيماً، كما أن مغاربة العالم، الذين يقارنون بين ما يعيشونه في دول الاستقبال وما يواجهونه هنا، قد يعودون بانطباع سلبي يضر بصورة المنطقة.
لمعالجة هذه الإشكالية والخروج من هذا الواقع المرير ، يبقى من الضروري المؤكد ، إعداد برنامج متكامل قبلي كخارطة طريق يهدف إلى مايلي :
1-تعزيز فرق النظافة خلال موسم الصيف عبر تشغيل أعوان عرضيين.
2-تفعيل المراقبة الصارمة لشركات النظافة للتأكد من احترام دفاتر التحملات.
3-إشراك المجتمع المدني في حملات توعوية ومبادرات بيئية ميدانية.
4-إرساء رؤية شمولية تجعل من سيدي رحال الشاطئ وجهة سياحية حقيقية وليس مجرد محطة موسمية عابرة.
مخرحات هذا المقال ، الحقيقة الضائعة لدى من يهمهم الأمر، أن سيدي رحال الشاطئ يمتلك مؤهلات طبيعية وجغرافية مهمة تجعلها قادرا على أن يكون من أبرز الوجهات الساحلية في المغرب، لكن هذه المؤهلات تظل مهددة بالضياع إن لم يقترن جمال الطبيعة بحسن التدبير المحلي. والرهان اليوم هو الانتقال من منطق الاستقبال العشوائي إلى منطق التخطيط المسؤول، بما يضمن راحة الزوار وكرامة الساكنة على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى