اخبار منوعة

غزة بين حصار العالم وصمت الضمير:

ذا عمرو العرباوي /مدير النشر

منذ سنوات طويلة، لكن بعد احداث 7 أكتوبر 2023 ، يعيش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واقعًا أشبه بالكابوس المستمر، أرض محاصرة برًا وبحرًا وجوًا، وسماء لا تهدأ فيها الطائرات، ومبانٍ تتساقط على رؤوس ساكنيها، وأطفال ونساء وشيوخ يدفعون ثمنًا باهظًا لمعادلة غير عادلة، إنها مأساة إنسانية متواصلة، تختزل فصولها في انقطاع الماء والكهرباء، صعوبة الحصول على رغيف الخبز، وحرمان المرضى من أبسط مقومات العلاج.

ورغم أن صور الدمار والضحايا تصل إلى كل بيت عبر وسائل الإعلام، فإن العالم يبدو وكأنه اعتاد على هذا المشهد الدموي، ما يحدث في غزة لا يُختزل فقط في مواجهة عسكرية، بل هو اختبار حقيقي للضمير الإنساني، لمدى قدرة المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب المظلومين، ولصدق الشعارات التي تتغنى بحقوق الإنسان وحرية الشعوب.

هذا العبث بمصير شعب بأكمله ليس مجرد خلل في موازين القوى، بل انعكاس لخلل أكبر في النظام العالمي، حيث تتحكم الحسابات السياسية والمصالح الضيقة في مصائر الملايين، فغياب العدالة الدولية وتردد المؤسسات الأممية في فرض الحلول العادلة، جعلا من غزة رمزًا لعجز العالم عن ترجمة القيم التي يرفعها في خطابه السياسي.

لكن وسط كل هذا الألم، يبقى الشعب الفلسطيني صامدًا، فكل بيت يُهدم يُبنى من جديد، وكل شهيد يولد من بعده جيل متمسك بالحق، إن صوت غزة، وهو يطرق أبواب الضمير العالمي، لا يمكن أن يُمحى مهما طال الزمن، فالسؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى يظل العالم صامتًا أمام جرح مفتوح ينزف يوميًا؟

إن ما يحدث في غزة ليس شأنًا محليًا أو إقليميًا، بل قضية إنسانية بامتياز، تضع البشرية جمعاء أمام امتحان صعب، فإما أن يثبت العالم أن العدالة ليست حكرًا على الأقوياء، وإما أن يسجل التاريخ مرة أخرى أن صمت الضمير كان شريكًا في الجريمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى