ماهي مقومات التصور الاستراتيجي لتدبير الشأن المحلي بالمغرب

عمرو العرباوي – مدير النشر
التصور الاستراتيجي في تدبير الشأن المحلي يعني وضع رؤية مستقبلية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي، من خلال التخطيط المدروس والتفكير بعيد المدى، ويهدف هذا التصور إلى تحقيق الأهداف الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية التي تخدم مصالح السكان المحليين، مع التركيز على تحسين جودة الحياة وتوفير الخدمات الأساسية وتعزيز فرص العمل والتنمية الاقتصادية.
ويرتكز التصور الاستراتيجي على مجموعة من المبادئ الأساسية، نذكر أبرزها المشاركة المجتمعية، واستشراف المستقبل، والمرونة، والتكامل بين القطاعات المختلفة، ويتطلب هذا التصور التحليل العميق للموارد المتاحة والفرص والتحديات، ثم وضع خطة تتضمن أهدافاً ومؤشرات أداء ومراحل تنفيذ، إلى جانب تخصيص الموارد وتحديد المسؤوليات، على اساس ضمان إستدامة المشاريع والبرامج ، والاستجابة لتحديات المستقبل ، وتحقيق التوازن بين الحاجات الحالية الساكنة واحتياجات الأجيال القادمة .
- الكفاءة العلمية: تمكن المسؤولين من فهم أعمق للسياسات العامة والتحديات المحلية، وتحليل البيانات وتوظيف الموارد بفعالية، كما تتيح لهم اتباع مناهج علمية في التخطيط والتنفيذ، مما يقلل من العشوائية ويزيد من فرص النجاح.
- المهارات القيادية: القادة المحليون الذين يمتلكون مهارات قيادية يتمتعون بالقدرة على إدارة الفرق وتوجيه المشاريع وتحفيز الموظفين المحليين لتحقيق الأهداف. القيادة الفعّالة تساهم في تحقيق الانسجام داخل المجالس المحلية وتعزيز الالتزام بمسار تنموي واضح.
- الرؤية التنموية الواضحة: بدون رؤية تنموية شاملة، سيكون التدبير المحلي مُعرضًا للفشل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. الرؤية التنموية تساعد في تحديد الأهداف، وتوجيه الموارد نحو الأولويات، وتبني استراتيجيات طويلة الأمد تعود بالنفع على المجتمع.
- التفاعل الإيجابي مع المواطنين والمجتمع المدني: يُعد التواصل مع المواطنين والاستماع إلى احتياجاتهم وأفكارهم وملاحظاتهم أمرًا أساسيًا لضمان استجابة الشأن المحلي لمتطلباتهم الحقيقية، التفاعل الإيجابي يبني الثقة، ويعزز المشاركة المجتمعية، ويدعم تنفيذ المشاريع بسلاسة.
مخرجات هذا المقال ، أن تكامل هذه العناصر يؤدي إلى بناء تصور استراتيجي قوي يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، ويعزز التنمية المحلية، ويدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية بالمغرب، هذا التصور الاستراتيجي المشار إليه يعكس مدى الشعور المتزايد بأهمية التنمية المستدامة، وجعل المواطن في صلب هذا المشروع الحيوي الطموح ،أما بالنسبة للمسؤولين المحليين ، اعتقد أن هذا الشعور باهمية التصور الاستراتيجي في تدبير الشأن المحلي مستثناة من قاموسهم ، همهم الوحيد الاجتهاد في المناورة السياسية والنوم في العسل طيلة فترة تحمل المسئولية، وإنتظار الموسم الانتخابي الجديد ببرامج انتخابية وهمية غير قابلة للتنفيذ، هذا هو التصور الاستراتيجي لدى منتخبينا للأسف الشديد.