اخبار منوعة

مختصر الحياة لك الساعة التي انت فيها 

عمرو العرباوي – مدير النشر

العبارة “مختصر الحياة لك الساعة التي أنت فيها” تحمل فلسفة عميقة ترتبط بفكرة العيش في اللحظة الحاضرة، هذه الفلسفة تدعو للتوقف عن القلق حول الماضي أو المستقبل، والتركيز على الحاضر.

في تفسير هذه الفكرة، نرى أن الوقت هو عنصر متحرك ومستمر، وأن اللحظة الحالية هي كل ما نملكه حقاً في هذه اللحظة. الماضي قد انتهى ولا يمكن تغييره، والمستقبل غير مضمون، لذلك، التركيز على “الساعة التي نحن فيها” يعبر عن الاستفادة القصوى من كل لحظة بوعي واهتمام كامل.

في المقابل، يُعتبر العيش في الحاضر وسيلة للتقليل من التوتر والقلق الناتج عن التفكير المستمر في الماضي أو الخوف من المستقبل، التأمل في هذه الفكرة يمكن أن يشجع الفرد على تقدير اللحظة الحالية بما فيها من تجارب ومشاعر، والعمل على تحقيق أهداف صغيرة أو عيش لحظات بسيطة بسعادة أكبر،

من المنظور الإسلامي، تُعتبر فكرة “العيش في اللحظة الحاضرة” ذات صلة وثيقة بمفهوم التوكل على الله وحسن الاستفادة من الوقت. في الإسلام، يُنظر إلى الحياة الدنيا على أنها دار امتحان مؤقتة، حيث يجب على المسلم أن يعيش متوازناً بين الإعداد للمستقبل والعمل للآخرة، وبين الاستفادة من لحظته الحالية بأفضل شكل ممكن.

  •  التوكل على الله والرضا بالقضاء

الإسلام يشجع المسلم على التوكل على الله والرضا بقضائه وقدره، مما يعني تقليل القلق بشأن المستقبل والتسليم لله فيما يتعلق بما سيحدث، في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”. هذا الحديث يحث المسلم على العمل بجد في حاضره والتوكل على الله بشأن المستقبل.

  • استثمار الوقت

الإسلام يولي أهمية كبيرة للوقت، ويرى أنه نعمة يجب استثمارها في الطاعات والأعمال الصالحة. في الحديث الشريف: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة استغلال الوقت الحالي وعدم تضييعه في أمور لا تعود بالنفع.

  • الزهد في الدنيا والتركيز على الآخرة

في الإسلام، يُشجع المسلم على عدم التعلق الزائد بالحياة الدنيا، فالدنيا زائلة والآخرة هي الدار الباقية. ويقول الله تعالى في القرآن: “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا” (سورة القصص، آية 77)، مما يعني أن يعيش المسلم لحظته بإدراك للآخرة ويوازن بين العيش في الدنيا والعمل للآخرة.

  • عدم التعلق بالماضي أو الانغماس في المستقبل

التركيز على اللحظة الحالية ينسجم مع مبدأ إسلامي آخر وهو عدم الانشغال بالندم على الماضي، لأن الإسلام يدعو للتوبة والعمل الجاد في الحاضر، كما أن التفكير الزائد في المستقبل يُعتبر مضيعة للوقت، إذ لا يعلم الإنسان ما يخبئه الغد، والله هو المدبر. في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك”، ما يدعو المسلم للتركيز على يومه ووقته الحاضر.

  • الحث على الاجتهاد في اللحظة الحاضرة

الاجتهاد في اللحظة الحاضرة يُعتبر من الأعمال المحببة لله، يقول الله تعالى: “فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب” (سورة الشرح، الآيات 7-8)، أي أنه يجب على المسلم أن يُكرس جهده للحظات المتاحة له ويستثمرها في ذكر الله والعمل الصالح.

خلاصة القول ، أن عبارة “الساعة التي أنت فيها” تعني العمل بجد في الحاضر، مع توجيه الأمل نحو الله فيما يتعلق بالمستقبل، هذه الفكرة تساعد الفرد على التحرر من التوتر والقلق، والعيش بحالة من الطمأنينة والسلام الداخلي، والتفاعل مع نعم الله في اللحظة الحالية بالشكر والتقدير والمناجاة الصادقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى