اخبار منوعة
كفى من تصدير اليأس والإحباط ،متى نعيد الأمل إلى قلوب المغاربة؟

برشيد : ذا عمرو العرباوي/ مدير النشر .
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتزداد التحديات، لا يمكننا أن نغض الطرف عن ظاهرة أصبحت متفشية في الخطاب العام، سواء في الإعلام أو في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في أحاديث الناس اليومية، وهي ظاهرة تصدير اليأس والإحباط إلى المواطن المغربي، وكأننا أمام عملية ممنهجة تهدف إلى تجريده من كل طاقة إيجابية أو حس وطني أو إيمان بالمستقبل.
فتصدير الإحباط لا يعني فقط نقل مشاعر السخط، بل يتجاوز ذلك ليصبح أسلوباً في التفكير و”عدوى” نفسية تنتقل من فرد إلى آخر، ومن مؤسسة إلى أخرى. يظهر هذا جلياً في تعليقات سوداوية، أخبار سلبية مركزة، تحليلات مغرضة، وحتى في الإنتاجات الثقافية التي لا تقدم سوى صورة قاتمة عن الواقع، وبينما لا أحد ينكر وجود مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية، فإن التركيز المفرط على السواد دون إبراز أي جانب إيجابي يؤدي إلى حالة عامة من التيه وفقدان الأمل.
من يصدر اليأس؟ وكيف؟
-بعض وسائل الإعلام تلهث خلف العناوين الصادمة والمحتوى المثير لجلب المشاهدات، دون مراعاة أثره النفسي على الجمهور.
-نخب سياسية فاشلة تعجز عن تقديم بدائل أو حلول، فتكتفي بنقد الأوضاع بطريقة متشائمة هدامة.
-“خبراء الظل” على مواقع التواصل ممن يتحدثون باسم المعرفة والتحليل وهم في الحقيقة يضخمون المآسي ويسخرون من أي إنجاز.
-البيروقراطية الإدارية التي تدفن المبادرات الخلاقة وتؤجل الإصلاحات وتكرس الإحساس بانعدام الجدوى.
حين يُضرب الأمل، يُضرب كل شيء،b فالمواطن المحبط يفقد ثقته في المؤسسات، ويتراجع حسه الوطني، ويضعف انخراطه في الشأن العام، وقد يصبح فريسة سهلة للتطرف أو الهجرة غير النظامية أو العزوف التام، والأخطر من ذلك، أن هذه الحالة النفسية الجماعية تعيق كل مشروع تنموي مهما كانت قوته أو صدقه.
السؤال كيف نواجه تصدير الإحباط؟
أولا : إعادة الاعتبار للخطاب الإيجابي الواقعي الذي لا ينكر المشاكل ولكنه يركز على الحلول والفرص.
ثانيا : تشجيع قصص النجاح في مختلف الميادين: شباب مبادر، نساء مكافحات، مغاربة بالخارج مشرفون…
ثالثا :إعلام مسؤول يتوازن في طرح القضايا، ويستحضر الدور المجتمعي وليس فقط نسبة المشاهدة.
رابعا: إصلاح المنظومة التعليمية والثقافية لتعزيز قيم الأمل والنجاح والعمل الجماعي.
خامسا : تحفيز المشاركة المواطِنة عبر فتح قنوات الإنصات والتشاور وتعزيز آليات المحاسبة والشفافية .
مخرجات هذا المقال ، يمكننا القول بأن مجتمعات كثيرة عبرت مراحل مظلمة بفضل تمسكها بخيط رفيع من الأمل. والمغرب، الذي يملك تاريخاً عريقاً وشعباً حياً وإمكانات هائلة، ليس قدراً له أن يبقى أسير الإحباط، فلنقل كفى من تصدير اليأس، ولنصدر الأمل والوعي والنقد البناء، فبذلك فقط، نبني مستقبلاً يستحقه أبناء هذا الوطن.