اخبار منوعة

موقع “تصنيف الاداء المناخي”بين التزام المغرب نهج مخطط التنمية المستدامة واستراتيجية التحول نحو الطاقات المتجددة

عمرو العرباوي – مدير النشر
تصنيف الأداء المناخي الدولي (Climate Change Performance Index – CCPI) هو أداة عالمية تهدف إلى تقييم جهود الدول في مكافحة تغير المناخ وتحقيق الأهداف المناخية، تم تطوير هذا التصنيف من قبل منظمتين دوليتين هما Germanwatch وNewClimate Institute، بالتعاون مع شبكة العمل المناخي الدولية (CAN).
أهداف التصنيف
  • متابعة مدى التزام الدول بخفض الانبعاثات الكربونية.
  • قياس التقدم المحقق في التحول نحو الطاقات المتجددة.
  • تشجيع الحكومات على تحسين سياساتها المناخية.
  • تعزيز الشفافية حول الجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ.
معايير التقييم
التصنيف يعتمد على 4 محاور رئيسية يتم تقسيمها إلى مجموعة من المؤشرات التفصيلية:
1.انبعاثات الغازات الدفيئة (40% من الوزن):
  • مستوى انبعاثات الكربون لكل دولة.
  • الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات وتحقيق الأهداف الوطنية.
2.الطاقة المتجددة (20% من الوزن):
  • النسبة المئوية للطاقة المتجددة المستخدمة.
  • معدلات النمو في استخدام الطاقة النظيفة.
3.استهلاك الطاقة (20% من الوزن):
  • كفاءة استخدام الطاقة.
  • معدلات استهلاك الطاقة مقارنة بعدد السكان ومستوى النمو الاقتصادي.
4.السياسة المناخية (20% من الوزن):
  • مدى قوة والتزام السياسات الوطنية والدولية في مواجهة التغير المناخي.
  • التزام الدولة باتفاقية باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة.
كيفية التصنيف
  • يتم تقييم حوالي 60 دولة (تمثل أكثر من 90% من انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا).
  • يتم وضع الدول في تصنيفات (عالية، متوسطة، ضعيفة) بناءً على أدائها في كل محور.
  • المراتب الثلاث الأولى عادة ما تكون شاغرة لعدم تحقيق أي دولة الأداء المثالي.
أهمية التصنيف
  1. تقييم الأداء: يساعد الدول على معرفة مكانتها المناخية مقارنة بغيرها.
  2. تشجيع التحسين: يدفع الدول لتكثيف جهودها لتحقيق تقدم أكبر.
  3. توعية المواطنين: يُبرز أهمية الجهود المبذولة في مواجهة تغير المناخ.
تقدم المغرب في تصنيف الأداء المناخي الدولي (Climate Change Performance Index – CCPI) يعكس جهوده الكبيرة في تبني سياسات مستدامة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز التحول نحو الطاقات المتجددة. يمكن تفسير هذا التطور بعدة نقاط رئيسية تبرز التزام المغرب بمخطط التنمية المستدامة:
1. التوجه الاستراتيجي نحو الطاقات المتجددة
  • مشروع نور للطاقة الشمسية: المغرب أطلق أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم، وهو مجمع “نور ورزازات”، الذي يعزز قدراته الإنتاجية للطاقة النظيفة ويضعه في مصاف الدول الرائدة عالميًا.
  • استثمار في طاقة الرياح: المغرب استثمر بشكل كبير في محطات الرياح، خصوصًا في المناطق الجنوبية مثل “طرفاية”، ما يجعله نموذجًا في استغلال الموارد الطبيعية لتوليد الطاقة.
  • أهداف طموحة: المغرب يسعى إلى تأمين 52% من احتياجاته الطاقية من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وهو هدف طموح يعكس التزامًا قويًا بمسار التنمية المستدامة.
2. التزام بالاتفاقيات الدولية
  • المغرب طرف نشط في اتفاقية باريس للمناخ (2015) وأظهر التزامًا قويًا من خلال تقديم مساهمات وطنية طموحة (NDCs) تهدف إلى تقليل انبعاثاته بحوالي 45% بحلول عام 2030.
  • تنظيم مؤتمر الأطراف COP22 في مراكش عام 2016 عزز دوره كدولة قيادية في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
3. التشريعات والسياسات المحلية
  • الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة (SNDD): تمثل خارطة طريق شاملة لتحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
  • قوانين تدعم الطاقة النظيفة وتحد من الانبعاثات الكربونية، إلى جانب تقديم تسهيلات للاستثمار الأجنبي والمحلي في هذا المجال.
4. برامج مبتكرة واستثمارات دولية
  • استفاد المغرب من دعم مالي وتقني من شركاء دوليين مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي لتمويل مشاريعه الطاقية.
  • برامجه تشمل تعزيز كفاءة الطاقة في القطاعات الحيوية كالنقل والبناء والصناعة.
5. الموقع الجغرافي والاستفادة من الإمكانات الطبيعية
  • موقع المغرب بين أوروبا وإفريقيا يجعله في موقع استراتيجي لتصدير الطاقة النظيفة.
  • وفرة الموارد الطبيعية كالطاقة الشمسية والرياح دعمت تنفيذ مشاريعه الطموحة.
6. التحديات والتطلعات المستقبلية
رغم التقدم الكبير، لا يزال المغرب يواجه تحديات تتعلق بتمويل المشاريع الكبيرة، وتحقيق توازن بين الأهداف المناخية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك، يستمر في العمل لتحقيق اقتصاد منخفض الكربون ومتجدد.
مخرجات هذا البحث، يمكن اعتبار هذا التقدم في التصنيف ليس مجرد نتيجة لإنجازات تقنية أو استثمارات مالية، بل هو تعبير عن رؤية استراتيجية بعيدة المدى تسعى إلى جعل المغرب نموذجًا عالميًا في التنمية المستدامة والتحول الطاقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى