اخبار منوعة

تعرف المجتمعات الفاشلة، حين تتصدر التفاهات النقاش ويتصدر التافه المشهد

رشيد اخراز – جرادة

في عالمنا المعاصر، أصبحت المجتمعات أكثر ارتباطًا بالأحداث السطحية والترفيهية، بينما تتراجع القضايا المهمة التي تمس حياة الأفراد والمجتمع بشكل عميق.
تكمن أزمة العديد من المجتمعات في أنها بدأت تحتفل بالتفاهات وتعطي الأولوية للأمور التافهة، تاركة وراءها القيم الأساسية من تفكير عميق ومناقشات هادفة.

1. التفاهة كموضوع رئيسي للنقاشات العامة
عندما تجد أن معظم الأحاديث اليومية بين أفراد المجتمع تدور حول مواضيع بعيدة عن العقلانية أو التطور، كالشائعات أو أخبار المشاهير أو حتى الحروب التي تثار حول مواضيع بلا قيمة، فإنك حتمًا في مجتمع يعاني من فقدان الاتجاه. إن النقاشات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، والتي تقتصر على القشور، تصبح سمة من سمات المجتمعات الفاشلة.

2. تزايد حضور الشخصيات التافهة على الساحة
المجتمعات التي تكرم وتستمع إلى شخصيات لم تقدم أي إضافة حقيقية، وتتميز بالسطحية والتفاهة في فكرها وعملها، هي مجتمعات في أزمة. يصبح المشهد العام مكتظًا بأشخاص يتصدرون الواجهة دون أن يكون لهم أي تأثير إيجابي أو ثقافي. هذه الظاهرة تؤدي إلى تراجع القيم الإنسانية وتعزز الأنماط السلبية في التفكير والسلوك.

3. غياب الثقافة الحقيقية
المجتمعات التي تركز على التفاهات تتجاهل الثقافة الرفيعة وتصبح المعرفة العلمية والإنسانية غير مرغوب فيها أو غير محط تقدير. يتصدر المشهد الفنانين أو المدونين الذين يقدمون محتوى فارغًا، في حين يتم تهميش المثقفين والأدباء والمفكرين الذين يسعون إلى تطوير الفكر وتوعية الجمهور.

4. تأثير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي
أصبح الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث منصات لانتشار التفاهات. يتم تداول المحتوى السطحي بشكل أوسع من خلال هذه القنوات، مما يساهم في استحواذ الأفكار الضعيفة على عقول الناس. ما كان يعتبر غير مناسب للتداول أصبح الآن عاديًا ومتداولًا، وأصبح الحديث عن القضايا الجادة والتحديات المجتمعية شبه مفقود.
وفي سياق موازي إن المجتمع الذي يروج للتفاهات على حساب النقاشات الجادة والمفيدة هو مجتمع يعاني من أزمة حقيقية في أولوياته وتوجهاته. إن التغيير يتطلب مجهودًا جماعيًا في توجيه الاهتمام نحو القضايا التي تهم الإنسان وتساهم في رفاهيته الفكرية والمجتمعية. علينا أن نتوقف عن تصدر التفاهات، وأن نعيد بناء مشهد مجتمعي يتسم بالعمق والوعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى