سياسيون في دائرة الطموح، حلم العودة إلى كراسي الحكومة بعد الفشل في التسيير

رشيد – اخراز جرادة
في كل حكومة جديدة، يعود الحديث عن بعض الأسماء التي شغلت مناصب وزارية في السابق، رغم أن أداءها لم يكن مقنعًا، بل إن بعضهم واجه انتقادات حادة بسبب فشلهم في تدبير القطاعات التي أوكلت إليهم. ومع ذلك، لا يبدو أن هذه الإخفاقات تمنعهم من السعي مجددًا للعودة إلى المشهد الحكومي، إما عبر التحالفات السياسية أو بدعم من جهات نافذة داخل الأحزاب.
طموح مشروع أم استخفاف بالمساءلة؟
من حيث المبدأ، لا يمكن حرمان أي سياسي من الطموح للعودة إلى المنصب، فالتجربة السياسية تتيح الفرص للنجاح كما للفشل، لكن المشكلة تكمن عندما يكون الفشل مدويًا دون تحمل المسؤولية أو تقديم رؤية جديدة تقنع الرأي العام بإمكانية التحسن.
في العديد من التجارب السابقة ، لاحظنا عودة وزراء سابقين إلى الحكومة رغم إخفاقاتهم، وذلك بفضل النفوذ الحزبي أو التوازنات السياسية، وليس بسبب كفاءتهم. وهنا يطرح السؤال: هل السياسة هي ميدان للمحاسبة والمساءلة أم مجرد لعبة مصالح يتكرر فيها اللاعبون أنفسهم بغض النظر عن أدائهم؟
وتجدر الإشارة إلى أن في الدول التي تتمتع بثقافة ديمقراطية راسخة، يُعد الفشل في المنصب سببًا كافيًا لإبعاد أي مسؤول عن المشهد السياسي، أما في دول أخرى، فيتم الالتفاف على هذا الفشل بمبررات متعددة، مثل إلقاء اللوم على الظروف أو عرقلة الإصلاحات من أطراف أخرى.