اخبار منوعة

شبابنا يعيش بلا بوصلة كيف نحصنه ؟

عمرو العرباوي – مدير النشر
جرت العادة ، على انه كلما تعلق الأمر بموضوع مثير للجدل كلما زادت أهمية تحديد مفاهيمه لجعل  القارئ أكثر قدرة على استيعاب مضمون النص بشكل واضح ودقيق وشامل.
فالبوصلة ترمز إلى القيم ، الاهداف ، والتوجيه السليم الذي يساعد الشباب على تحقيق ذواتهم وبناء مستقبلهم بوعي ومسؤولية.
أما “بلا بوصلة” تعني من دون توجيه واضح أو هدف محدد، ويُقصد بها أن فئة الشباب تفتقر إلى رؤية واضحة أو مسار محدد يسيرون عليه في الحياة، فعندما نقول “شبابنا بلا بوصلة”، فنحن نشير إلى فقدانهم الاتجاه الصحيح أو الغاية التي تحفزهم، مما يجعلهم مشتتين بين مختلف التأثيرات الاجتماعية والثقافية، دون رؤية واضحة لمستقبلهم.
أمثلة توضيحية:
-فعندما ينهي  شاب دراسته ولا يعرف ما يريد أن يفعل لاحقًا، فيقضي وقته بلا هدف محدد.
-شباب يتأثرون بموضات أو تيارات فكرية دون تمحيص، فينجرّون وراء أفكار قد تضرّهم.
-شاب يملك قدرات ومهارات لكنه لا يعرف كيف يستغلها، فيضيع وقته على أمور غير مفيدة.
فتحصين الشباب اليوم يتطلب مقاربة شاملة تمس الجانب القيمي، التعليمي، الاجتماعي، والاقتصادي، فشبابنا يعاني من غياب البوصلة ويظهر ذلك من خلال العوامل، التالية :
أولا : ضعف التربية على القيم والمواطنة 
-بحيث لم يعد للمدرسة والأسرة نفس الدور القوي في غرس القيم مثل المسؤولية، العمل، النزاهة، والاحترام.
-أمثلة: شباب ينغمس في ثقافة الاستهلاك والتقليد الأعمى بدل البحث عن الذات وتنمية المهارات.
ثانيا : تراجع دور المدرسة والتعليم
-كثرة المناهج لكنها غير مواكبة لمتطلبات العصر، ضعف التوجيه المهني، قلة الأنشطة التي تعزز الفكر النقدي والإبداع.
-مثال: طالب يحصل على شهادة جامعية لكنه يجد نفسه غير قادر على دخول سوق العمل لأنه لم يكتسب المهارات المطلوبة.
ثالثا : الفراغ الروحي والثقافي
-انتشار ثقافة الترفيه السطحي على حساب الثقافة العميقة، غياب القراءة والمطالعة، مما يؤدي إلى ضعف الحس النقدي.
-مثال: انتشار بعض المحتويات التافهة على وسائل التواصل الاجتماعي مقابل قلة الاهتمام بما هو مفيد  وذا معنى واضح اظافة إلى غياب الوعي والتثقيف الذاتي.
رابع : التهميش الاقتصادي والبطالة
-قلة الفرص تجعل الشباب يفقد الأمل، فينجر إلى الهجرة غير النظامية أو الانحراف.
-مثال: شاب حاصل على شهادة عليا لكنه يعمل في وظيفة لا تلبي طموحاته، ما يدفعه للاغتراب الذهني أو الفعلي.
يبقى السؤال كيف نحصن شبابنا ؟
أولا : إصلاح منظومة التعليم والتوجيه
-تحديث مناهج حقيقية وجادة وربطها بسوق العمل.
-تعزيز الأنشطة الموازية كالمسرح والرياضة والفنون.
-نشر ثقافة البحث والتفكير النقدي.
ثانيا : إعادة دور الأسرة والمجتمع
– عن طريق تعزيز التربية على القيم داخل البيت وخارجه .
-العمل على تقديم القدوة الصالحة من خلال شخصيات مؤثرة إيجابية.
ثالثا : التمكين الاقتصادي
-دعم الشباب بمشاريع صغيرة وقروض ميسرة غير مرهقة .
-العمل على تشجيع ريادة الأعمال وتبسيط المساطر الإدارية حتى يتم توفير مناخ مناسب للعمل يسوده التعاون بين القطاعين العام والخاص.
رابعا: تعزيز الوعي الثقافي والديني المعتدل  
-عن طريق نشر ثقافة القراءة والفكر المستنير.
-تقديم خطاب ديني متوازن يعزز القيم الإنسانية ويبتعد عن التطرف ونشر ثقافة العنف.
مخرجات هذا المقال ، ينبغي التأكيد على أن تحصين شبابنا هو مسؤولية مشتركة بين الدولة، الأسرة، والمجتمع المدني، بحيث لا يمكن لوم الشباب وحدهم، بل يجب تقديم بدائل واقعية ومشاريع ملموسة تمكنهم من بناء مستقبلهم بوعي وثقة ومسؤولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى