اخبار منوعة

لا تخبر الناس بمشاكلك ف90 % منهم لايهتمون و10% سعداء لأن عندك مشاكل :

عمرو العرباوي / مدير النشر

هذه العبارة تلخص نظرة واقعية وقاسية إلى طبيعة تعامل الناس مع مشكلات الآخرين، وتعكس فكرة أن الغالبية العظمى من الناس إما غير مهتمين بمشاكلك أو يجدون فيها نوعًا من التشفي أو الراحة النفسية.
تفسير هذه المفارقة يقتضي منا النظر بشأنها من خلالا  عدة زوايا:
أولا :  اللامبالاة (90% لا يهتمون)،
فالجزء الأول من العبارة يشير إلى أن معظم الناس غير مهتمين بمشاكلك لأن لديهم ما يكفي من المشاكل الخاصة بهم، فالحياة مليئة بالانشغالات والضغوط اليومية، مما يجعل الآخرين غير قادرين – أو غير راغبين – في تحمل وسماع أعباء إضافية، هذه ظاهرة طبيعية يمكن ملاحظتها في العديد من المواقف:
-في الحياة اليومية: عندما يروي شخص مشاكله لزملائه في العمل، يجد أنهم يستمعون ببرود أو يغيرون الموضوع سريعًا لأنهم غير مهتمين أو مشغولون بمشاكلهم الشخصية.
-في مواقع التواصل الاجتماعي: عندما يكتب شخص عن مشاكله، قد يحصل على بعض التفاعل السطحي، لكن في الغالب، لا يتجاوز الأمر التعليقات العامة أو الإعجابات دون أي تدخل حقيقي أو حتى إبداء الرأي لحل المشكلة.
ثانيا : التشفي أو الراحة النفسية (10% سعداء بمشاكلك)،
أما الجزء الثاني من العبارة يعكس الجانب السلبي من الطبيعة البشرية، حيث إن بعض الأشخاص قد يشعرون بنوع من الارتياح أو حتى السعادة عندما يرون أن غيرهم يعاني عدماءأو يتخبط في حياتهم لعدة أسباب:
-الإحساس بالتفوق: بعض الأشخاص يجدون في مشاكل الآخرين دليلاً على أنهم في وضع أفضل، مما يعزز لديهم شعورًا بالتفوق.
-مثال: شخص يعاني من أزمة مالية قد يشعر ببعض الراحة عند سماع أن صديقه يمر بمشكلة مالية أكبر.
-التشفي والحقد: أحيانًا يكون هناك أشخاص يحملون ضغائن تجاهك أو يغارون منك، وعندما تقع في مشكلة، يشعرون بالرضا الداخلي والارتياح .
-مثال: زميل في العمل لم يكن يحب نجاحك، فعندما تمر بأزمة، تجده سعيدًا بذلك ويقول: “أخيرًا وقع في الفخ!”.
-السادية الاجتماعية: هناك من يستمتع برؤية الآخرين يعانون، لأن ذلك يمنحه إحساسًا بالسيطرة أو القوة والتفوق .
ثالتا : كيف نتعامل مع هذه الحقيقة؟
1-عدم مشاركة المشاكل مع الجميع: يجب أن نكون انتقائيين في اختيار من نشاركهم مشاكلنا، فليس كل من حولنا صادق في دعمه.
2-الاعتماد على النفس: بدلاً من انتظار تعاطف الآخرين، من الأفضل البحث عن حلول ذاتية أو الاستعانة بأشخاص موثوقين.
3-التعامل بحذر مع من يظهرون السعادة بمشاكلنا: هؤلاء الأشخاص غالبًا ليسوا أصدقاء حقيقيين، لذا من الأفضل الابتعاد عنهم.
بالنتيجة ، فالعبارة تعكس واقعًا قد يكون مؤلمًا لكنه حقيقي، ليس الجميع يهتم بمشاكلك، وبعضهم قد يفرح بها، لذا، الحكمة تكمن في معرفة من نثق بهم، والتركيز على الحلول بدلاً من الشكوى للآخرين دون جدوى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى