اخبار منوعة

برشيد.. عامل الإقليم يستمع لانشغالات الصناعيين: واقعٌ مقلق ومساعٍ لإحياء المنطقة الصناعية

برشيد :ذا عمرو العرباوي /مدير النشر
في خطوة تعكس روح المسؤول القريب من هموم المواطن والمستثمر، استقبل صباح اليوم عامل إقليم برشيد، السيد جمال خلوق بمقر عمالة اقليم برشيد أعضاء جمعية أرباب الصناعة وصناعيي برشيد، في لقاء تواصلي مهني هدفه الإنصات للإكراهات والتحديات التي تواجه المنطقة الصناعية، والسعي المشترك نحو إيجاد حلول واقعية وفعالة.
اللقاء سلط الضوء على واقع مقلق تعيشه المنطقة الصناعية لبرشيد، التي كان يُفترض أن تكون قاطرة للتنمية ورافعة للاقتصاد المحلي، لكنها تجد نفسها اليوم محاصَرة بعدة مشاكل هيكلية وخدماتية تؤثر على جاذبيتها الاستثمارية وتهدد استقرار عدد من وحداتها الإنتاجية.
أبرز ما أثاره الصناعيون خلال الاجتماع، هو:
– غياب المصالح الاجتماعية الأساسية داخل المنطقة، وعلى رأسها:
•مصلحة النظافة.
•مركز أمني لضبط النظام وحماية الممتلكات.
•وحدة للوقاية المدنية للتدخل في حالات الطوارئ والحوادث الصناعية.
•استمرار الانبعاثات الكريهة والروائح الملوثة المنبعثة من محطة تصريف المياه العادمة، التي تُلقي بمخلفاتها في محيط عدد من الوحدات الصناعية الكبرى، مثل زنيت فوندري وبيكومار وباقي الوحدات ، مما يهدد صحة العمال ويضر بصورة المنطقة كقطب صناعي.
ما يجري بالمنطقة الصناعية لا يمكن اعتباره مجرد مشاكل تقنية أو خدماتية عابرة، بل هو تجلٍ لأزمة تدبير وتنسيق بين المتدخلين، وضعف في تفعيل دور المؤسسات المسؤولة عن المراقبة البيئية والصحية والأمنية،  فأن تتحول منطقة يُفترض أنها مهيأة لجلب الاستثمارات إلى مجال طارد، فذلك مؤشر على وجود اختلالات في التخطيط، والافتقار لإرادة صلبة لدى بعض الجهات المعنية لإعادة تأهيل المنطقة وتطوير بنيتها التحتية.
كما أن غياب المرافق الاجتماعية والخدمات العمومية داخل منطقة تشتغل بها مئات الأيدي العاملة، لا يمكن تبريره في ظل الحديث المتواصل عن دعم مناخ الأعمال وتحفيز المستثمرين.
السيد جمال خلوق، ومنذ تعيينه على رأس عمالة الإقليم، أبان عن رؤية جديدة تقوم على الإنصات الميداني والتفاعل السريع، وقد أكد خلال لقائه بالصناعيين على ضرورة فتح قنوات تنسيق منتظمة بين الإدارة الترابية والقطاع الصناعي، مع التعهد بالعمل الفوري على رفع هذه الانشغالات إلى الجهات المختصة، سواء على المستوى الوزاري أو المؤسسات العمومية المعنية.
كما أبدى العامل اهتماماً خاصاً بملف البيئة، باعتباره أولوية استراتيجية، نظراً لما تشكله الانبعاثات من خطر مزدوج: على الصحة العامة وعلى جاذبية المنطقة للاستثمار.
خروج هذا الاجتماع بتوصيات عملية وتحديد خارطة طريق بتواريخ واضحة سيكون هو الاختبار الحقيقي لمدى قدرة السلطات على الاستجابة الفعلية لمطالب المستثمرين، كما أن تشكيل لجنة إقليمية لمعاينة الأوضاع البيئية والأمنية داخل المنطقة الصناعية، أصبح ضرورة ملحة.
مخرجات هذا المقال ، إن تحريك عجلة التنمية ببرشيد لن يتم دون إنقاذ المنطقة الصناعية من وضعها الراهن، ولقاء اليوم بين عامل الإقليم وجمعية الصناعيين قد يكون بمثابة اللبنة الأولى في مسار تصحيحي طال انتظاره، لكن الرهان الأكبر سيظل في التنفيذ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى