اخبار منوعة

غزة… صرخة الجوع والتهجير

ذا عمرو العرباوي/ مدير النشر

غزّة…
يا ابنةَ البحرِ والريح،
يا وردةً تنبتُ في الركام،
يا نافذةً تُطلّ على الموتِ كلَّ صباح،
وتفتحُ ذراعيها للحياةِ رغمَ الحصار.

فيكِ يتهجّى الأطفالُ أبجديةَ الجوع،
يحفظونَ أسماءَ الدواءِ المفقود،
ويرسمونَ على جدرانِ الدمار
بيوتًا لم تُهدم بعد.

غزّة…
ليس فيكِ خبزٌ يكفي القلوب،
لكنَّكِ تُطعمينَ الأحرارَ كرامةً،
وليس فيكِ ماءٌ يروي العطش،
لكنَّكِ تسقينَ الأمةَ صمودًا.

يُهجَّرُ أهلكِ قسرًا،
كأنّ الأرضَ تنكرُ أبناءها،
لكنّكِ تَزرعينَ خُطى العائدين
في ذاكرةِ التراب،
وتُقسمين:
“لن نغادر…
فالوطنُ ليس حقيبةً،
الوطنُ دمٌ،
وعطرُ أمهاتٍ،
وصوتُ الشهداء.”

غزّة…
كلُّ قذيفةٍ تسقطُ على صدركِ
تُوقظُ ضميرًا غافلًا،
كلُّ شهيدٍ يرتقي من أزقتكِ
يكتبُ فصلًا جديدًا في سفرِ الأمة،
كلُّ طفلٍ ينامُ جائعًا
يوقظُ أسئلةَ العالم:
كيفَ يُعاقَبُ البراءةُ بالتجويع؟
كيفَ يُحاصَرُ القلبُ وهوَ يصرخُ بالحرية؟

غزّة…
أنتِ القصيدةُ التي لا تنتهي،
أنتِ الرثاءُ الذي لا يهدأ،
أنتِ الجرحُ الذي يصرُّ أن يكونَ نجمًا،
والألمُ الذي يعلّمنا أن الحياةَ مقاومة.

ومن قلبِ محنتكِ،
يرتفعُ نداءٌ يخرقُ جدارَ الزمن:

**“يا صلاحَ الدين،
قم من سباتِ التاريخ،
ها هي القدسُ تناديكَ من جديد،
وها هي غزةُ على أبوابها
تُحاصَرُ بالدمِ والجوع،
تسألُ سيفكَ أن يعود،
وتستصرخُ خطاكَ أن تعود.

يا فارسَ حطّين،
الأرضُ ما زالت عطشى للحرية،
والأمةُ ما زالت تفتشُ عن قائدٍ
يوحّدُ شتاتها،
ويحررُ قُدسها من قيودِ الغاصبين.”**

غزّة…
نموتُ معكِ،
لكننا لا نساوم،
نجوعُ معكِ،
لكننا لا ننكسر،
نُهجَّرُ من ديارنا،
لكنّ أرواحنا تبقى جذورًا فيكِ.

ستظلينَ،
رثاءً يدوّي في وجهِ الصمت،
قصيدةً تُعلّم الأرضَ أن الحريةَ لا تُشترى،
وأن الدمَ حينَ يسيلُ على التراب،
يُصبحُ أغنيةً أبدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى