مع اقتراب الانتخابات اختلط العمل النقابي بالعمل السياسي والمواطن البسيط يتخبط وسط موجة ارتفاع الأسعار

رشيد اخراز – جرادة
مع اقتراب موعد الانتخابات في المغرب، تتزايد التساؤلات حول تأثير اختلاط العمل السياسي بالنقابي على المشهد السياسي والاجتماعي. فبينما يواصل المواطن البسيط معركته اليومية مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وارتفاع الأسعار بشكل مستمر يواجه العديد من المواطنين صعوبة في التمييز بين ما هو سياسي وما هو نقابي، وهو ما يزيد من حيرتهم ويؤثر على قراراتهم في ظل انتخابات حاسمة قد تحدد مستقبلهم.
وفي سياق موازي فالعمل النقابي سابقا كان يركز على الدفاع عن حقوق العمال والمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية ، اما اليوم أصبح عرضة للتأثيرات السياسية، حيث تجد بعض النقابات نفسها تدعم أو تعارض أحزاب معينة في الانتخابات . هذا المزج بين العمل السياسي والنقابي يثير قلق العديد من المتابعين، الذين يرون أن هذا التداخل قد يُفقد النقابات جزءًا من مصداقيتها ويؤثر على رسالتها الأصلية.
من جهة أخرى، يرى البعض الآخر أن هذا التقارب بين النقابات والأحزاب السياسية قد يسهم في تعزيز الحراك الاجتماعي ويمنح الفئات العمالية صوتًا أقوى في العملية السياسية. ومع ذلك، تبقى هناك مخاوف من أن يتحول هذا التعاون إلى مجرد لعبة سياسية تستغل قضايا المواطنين لأغراض انتخابية، ما يجعل المواطن البسيط يشعر بالحيرة ويشكو من غموض الرسائل السياسية.
حري بالذكر وفي ظل هذه الأجواء، يبقى المواطن البسيط في موقف صعب. فهو يجد نفسه محاصرًا بين وعود الأحزاب السياسية التي تعد بحلول جذرية لمشاكل البلاد، وبين مطالب النقابات التي غالبًا ما تكون مشروعة ولكن مشوشة بالتحالفات السياسية. هذا التداخل يُعقّد عليه عملية اتخاذ القرار، إذ يتساءل عن الجهة التي يمكن الوثوق بها حقًا.
وتجدر الإشارة و مع اقتراب الانتخابات، تبقى الحاجة ملحة لإيجاد فصل واضح بين العمل النقابي والسياسي، كي لا يفقد المواطن الثقة في المؤسسات التي من المفترض أن تخدم مصالحه. ويمثل هذا التحدي أكبر اختبار للمشهد السياسي في المغرب، الذي يحتاج إلى أن يظل متوازيًا مع تطلعات المواطنين البسطاء الذين أصبحوا يبحثون فقط عن لقمة العيش الكريم في ظل موجة الغلاء وارتفاع معدل البطالة، حلول عملية بعيدًا عن التكتيكات السياسية والمناورات النقابية.