اخبار وطنية

“الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالمغرب: تجسيد للأمن المواطن ورهان على الشفافية”

 

ذا عمرو العرباوي / مدير النشر

في سياق وطني يتسم بتعزيز الحكامة الأمنية و النجاعة في تكريس قيم الشفافية والانفتاح، عملت المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب على إطلاق النسخة الأخيرة من تظاهرتها السنوية “الأبواب المفتوحة”، وهي مبادرة باتت ترسخ نفسها كعرف مؤسساتي يجمع بين التوعية والتواصل مع المجتمع ، ويعكس دينامية تحديث جهاز الأمن الوطني.
يمكن تفسير هذه المبادرة من خلال الأبعاد التالية:

أولا :الأمن في خدمة المواطن.. لا العكس

لم يعد الأمن في المغرب مجرد جهاز تنفيذي يرعى تطبيق القانون وتعزيز المقاربة الأمنية فقط، بل أصبح فاعلًا مجتمعيًا يسعى إلى نسج علاقة ثقة متبادلة مع المواطن. وفي هذا السياق، تأتي مبادرة الأبواب المفتوحة كمناسبة لتقريب المواطن من عمل رجل الأمن، ورفع اللبس عن طبيعة مهامه، وإشراك الرأي العام في فهم آليات اشتغال هذا الجهاز الحساس.

تحت شعار “الأمن الوطني: التزام ووفاء”، يتوافد الآلاف من الزوار، من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، على فضاءات العرض، حيث يجدون في استقبالهم نساءً ورجالاً من مختلف مصالح الأمن الوطني، مستعدين للإجابة عن التساؤلات، وتقديم الشروحات، وكشف تفاصيل دقيقة عن عملهم اليومي، من دون تحفظ أو مواربة.

ثانيا : الأمن كمنظومة متطورة: التكنولوجيا حاضرة

الزائر لهذه الفعالية لا يمكنه إلا أن يندهش لحجم التطور التقني الذي بلغه الأمن المغربي، حيث يتم عرض تجهيزات متطورة لمكافحة الجريمة السيبرانية، ومختبرات تحليل الأدلة الجنائية، وطائرات درون للمراقبة، وتقنيات التعرف البيومتري، إلى جانب فرق التدخل السريع المدربة بأعلى المعايير الدولية.

كل هذا يُعرض في أروقة تفاعلية، تجعل المواطن أمام صورة جديدة للأمن: أمن حديث، رقمي، مواكب للعصر، ومتمحور حول الإنسان.

ثالثا : البعد التربوي والتحسيسي: رهان على الجيل الصاعد

من اللافت أيضًا أن المديرية لم تغفل الجانب التربوي في هذه التظاهرة، حيث تم تخصيص فضاءات موجهة للأطفال والتلاميذ، تتناول مواضيع مثل السلامة الطرقية، ومخاطر المخدرات، والابتزاز الإلكتروني، والعنف المدرسي، إنها رسالة بليغة مفادها أن الأمن لا يبدأ من الشارع، بل من المدرسة والأسرة.

رابعا : تجسيد لرؤية أمنية جديدة

ليست الأبواب المفتوحة مجرد “عرض للقوة”، بل هي تجسيد لرؤية أمنية جديدة، قوامها أن المواطن هو شريك في حفظ الأمن، لا مجرد متلقٍ للخدمة الأمنية، وهي أيضًا رسالة طمأنة، مفادها أن جهاز الأمن بالمغرب خرج من عباءة السرية إلى فضاء الشفافية والمساءلة.

خامسا : نحو أمن مجتمعي تشاركي

تؤكد هذه المبادرة أن المغرب يسير في اتجاه تعزيز الأمن المجتمعي التشاركي، الذي يقوم على إشراك المواطنين في رسم السياسات الأمنية، وتغليب منطق الحوار على منطق الزجر، والاستثمار في العنصر البشري باعتباره الحلقة المفصلية في أي إصلاح مؤسساتي.

مخرجات هذا المقال ، ينبغي التنويه كون مبادرة “الأبواب المفتوحة” للمديرية العامة للأمن الوطني أكثر من مجرد فعالية سنوية؛ إنها ترجمة ملموسة لتحول عميق يعيشه جهاز الأمن الوطني، تحول نحو التحديث، والتواصل، والانفتاح، في خدمة الوطن والمواطن، إنها أمن جديد بروح جديدة يجعل في صلب المشهد المواطن ، حياة آمنة ومستقرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى