اخبار دولية

مثقفون مغاربة وإسبان يدعون إلى سيادة روح التوافق والتعايش بين الرباط ومدريد

برشيد.ر.

في الوقت الذي ما يزال التوتر المخيم على العلاقات المغربية الإسبانية يراوح مكانه، نادى عشرات المثقفين والفنانين والأساتذة الجامعيين المغاربة والإسبانية بتجاوز الأزمة وإعادة سيادة روح التوافق والتعايش بين البلدين الجارين.

النداء الذي حمل توقيع عدد من الوجوه المغربية والإسبانية المعروفة، منهم الأديب الطاهر بنجلون، وعبد اللطيف اللعبي، والمؤرخ الإسباني فيكتور موراليس، والكاتب سيرخيو بارصي، والشاعر خوصي ساريا… اعتبر أن الصراع القائم بين البلدين حاليا “لا مبرر له”.

ونوّه البيان، المكتوب باللغتين العربية والإسبانية، إلى أن التصعيد الكلامي الأخير بين المغرب وإسبانيا أعاد علاقات البلدين إلى حقب غابرة مختلفة عن حيثيات عالم معوْلم، وعن العلاقات الثنائية التي تربط بين ضفتي مضيق جبل طارق منذ زمن بعيد.

واندلعت الأزمة الأخيرة بين الجارين عقب سماح إسبانيا لزعيم ميليشيات البوليساريو إبراهيم غالي بالولوج إلى ترابها بجواز سفر جزائري مزور وهوية مزيفة، من أجل الاستشفاء من فيروس كورونا.

واعتبر المثقفون الموقعون على البيان المذكور أن استحضار فترات الحروب في التاريخ المشترك بين البلدين وإبراز أوجُه العداء بينهما، “طريق خطير يتعارض مع المنطق الإنساني ومع موروث التعايش الديني والتبادل الثقافي التي تبنّيناها، نحن شعْبا الضفتين، طوال الحقب الماضية”.

وأكد المصدر نفسه أن الوضعية الحالية للعلاقات بين البلدين الجارين، لا تؤثر فقط على العلاقات السياسية وعلى علاقات الشعبين الإسباني والمغربي، بل إنها لا تنسجم، من منظور علمي، مع نتائج سنوات من الأبحاث في مجال العلوم الإنسانية في الجامعات المغربية والإسبانية، “والتي منحتنا تصورا جديدا لهذه العالقة المشتركة القائمة على التداخلات والتفاعلات الخصبة بين الحضارتين الإيبيرية والمغربية”.

وجاء توقيع البيان ثمرة لمشاورات بين عدد من الفاعلين المدنيين المغاربة ونظرائهم الإسبان، ركّزت بالأساس على العلاقات الإنسانية والوجدانية بين الشعبين المغربي والإسباني.

وساهم في تحضير البيان المؤرخ الإسباني فيكتور موراليس، والكاتب الإسباني سيرخيو بارصي، وعبد الرحمان اللنجري، مدير مهرجان تلاقح الثقافات بالعرائش، وعزيز قنجاع، وسعيد الغازي، باحث مغربي مقيم في كندا مختص في العلاقات المغربي الإسبانية، وعبد المنعم العمراني، ومحمد الشويردي.

وبينما لا يلوح في الأفق ما يوحي باقتراب تسوية الخلاف القائم بين الرباط ومدريد، أكد الموقعون على البيان أن العلاقات المغربية الإسبانية ذات جذور ضاربة في التاريخ، وهو ما زكّاه الدستور المغربي الحالي الذي أدمج الثقافة الأندلسية ضمن روافد الهوية المغربية.

وشدد المصدر ذاته على “أن الجهد الأكاديمي الجبار في تخصصات كالتاريخ والآداب واللغة وعلم المخطوطات، مكّن من تعزيز الروابط الفكرية والثقافية ومن ترسيخ القيم المشتركة في ضفتي مضيق جبل طارق”.

وحث البيان على ضرورة أن تسود روح التوافق والتعايش دائما بين المملكتين، وأن تكون في صلب أي حوار سياسي من أجل ضمان سيادة واستقرار المغرب وإسبانيا على حد سواء، داعيا “الأشخاص ذوي النوايا الحسنة في الضفتين إلى الانضمام إلى جهود استرجاع علاقات إسبانية-مغربية قائمة على الثقة المتبادلة والاحترام، تدفعنا نحو مستقبل ينبغي أن يسود فيه السلم والتعاون والازدهار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى