اخبار وطنية

قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله بصفته امير المؤمنين إلغاء شعيرة عيد الاضحى لهذه السنة استجابة وطنية 

عمرو العرباوي – مدير النشر
جاء قرار الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين، بإلغاء شعيرة عيد الأضحى في المغرب بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وعلى رأسها تراجع قطيع الأغنام نتيجة استمرار موجة الجفاف، وهذا القرار يعكس وعي جلالته الدقيق  بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المواطنين، ويؤكد حرصه الشديد و الدائم على التفاعل مع الأوضاع الراهنة بطريقة استباقية ومسؤولة.
وتبعا لهذه المعطيات يمكن تحديد أبعاد هذا القرار الملكي السامي بهذه المناسبة على الشكل التالي:
أولا : البعد الديني للقرار:
باعتباره جلالة الملك أمير المؤمنين، فإنه يتمتع بسلطة دينية تمكنه من اتخاذ قرارات تتماشى مع روح الشريعة الإسلامية ومقاصدها، ورغم أن الأضحية سنة مؤكدة في الإسلام، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية قد تجعل تركها أولى في بعض الحالات، خاصة إذا كان استمرارها يسبب ضرراً للمجتمع، الشريعة الإسلامية تقوم على مبادئ التيسير ورفع الحرج، ومن هنا جاء القرار ليجنب المواطنين الوقوع في مشقة اقتصادية قد تؤثر على معيشتهم.
ثانيا : البعد  الاقتصادي والاجتماعي : 
-نقص القطيع وارتفاع الأسعار: بسبب الجفاف، تراجع عدد رؤوس الأغنام بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأضاحي لمستويات غير مسبوقة، هذا من شأنه أن يرهق الأسر المغربية، خاصة الفئات الفقيرة والمتوسطة.
-التضامن الاجتماعي: القرار يهدف إلى تخفيف الضغط الاقتصادي عن المواطنين الذين كانوا سيضطرون للاقتراض أو تحمل أعباء مالية كبيرة لشراء الأضاحي، كما يشجع على توجيه الموارد نحو الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والتعليم والصحة.
-دعم الفلاحين ومربي المواشي: بإلغاء العيد، سيتم تقليل الضغط على القطيع المتبقي، مما يسمح بتعافي قطاع تربية المواشي تدريجياً بدلاً من استنزافه بالكامل بسبب الطلب الكبير في فترة العيد.
ثالثا : البعد  البيئي والمناخي:
تعاني المملكة  المغربية من موجة جفاف متواصلة أثرت على الموارد المائية والمراعي، مما جعل من الصعب توفير الغذاء الكافي للمواشي، وبالتالي، فإن ذبح أعداد كبيرة من الأغنام في ظل هذه الظروف كان سيزيد من تفاقم الأزمة البيئية ويهدد الأمن الغذائي المستقبلي للبلاد.
رابعا : البعد  السياسي والرمزي : 
-رسالة المسؤولية والحكمة: القرار يظهر القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، حيث يضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، ويتخذ قرارات جريئة قد تكون غير مألوفة لكنها ضرورية وجاءت في الوقت المناسب .
-تعزيز الثقة بين الدولة والمواطنين: من خلال هذا القرار، تعزز المؤسسة الملكية مكانتها كحامية لمصلحة الشعب، مما يعزز الثقة بين المواطنين و المؤسسة الملكية بصفتها  حامية الوطن في ظل الأزمات.
-إعطاء الأولوية للاستقرار الاجتماعي: في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، قد يؤدي الإصرار على ذبح الأضاحي إلى تفاقم التفاوت الاجتماعي، حيث سيشعر الفقراء بالعجز أمام غلاء الأسعار، مما قد يخلق حالة من الإحباط والتوتر الاجتماعي.
مخرحات هذا المقال ، فقرار جلالة الملك محمد السادس بإلغاء شعيرةعيد الأضحى يأتي استجابةً لضرورات دينية واجتماعية واقتصادية وبيئية، وهو يعكس مقاربة متوازنة بين احترام القيم الدينية ومراعاة الظروف الواقعية للمجتمع، كما أنه يمثل نموذجاً للحكم الرشيد الذي يضع مصلحة المواطنين فوق كل الاعتبارات، ويسعى لضمان استدامة الموارد وتحقيق العدالة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى