اخبار منوعة

المعارضة المغربية داخل قبة البرلمان لحكومة عزيز اخنوش – اية حصيلة و اية افاق

عمرو العرباوي – مدير الجريدة

بعد مرور اربعة اشهر على تولي الاحزاب السياسية الثلاث ( حزب التجمع الوطني للأحرار- حزب الاصالة والمعاصرة – حزب الاستقلال) مهمة ممارسة السلطة التنفيذية وبالتالي تسيير وتدبير الشأن الوطني بعد حصول الاحزاب الثلاث على اغلبية مريحة والدخول بالتالي في تكوين تحالف سياسي بعد التوقيع على ميثاق شرف تم بموجبه تشكيل حكومة وحدة سياسية وطنية شاملة بينهما سواء على مستوى التنسيق داخل المجلس الحكومي ، او داخل قبة البرلمان بحكم التفوق العددي بمجلس النواب ومجلس المستشارين ،وبالتالي العمل على ضبط وتوجيه العمل التشريعي بكل اريحية.
ليس التفوق العددي لهذه الحكومة هو بيت القصيد بالنسبة الي ، لكن الملاحظ هو ان الحملة الاعلامية الكبيرة الغاضبة منذ الوهلة الاولى من تعيين الحكومة والموجهة من طرف المعارضة لا من اجل ممارسة حقهم الدستوري و مراقبة عمل الحكومة عن طريق متابعة ومواكبة تنزيل مشروع النموذج التنموي ، وتجويد النص التشريعي وضمان نجاعته ، والمساهمة في خلق مناخ سياسي واسع المعالم يضع نصب عينيه التعجيل بإنجاح وتنزيل مشروع الحماية الاجتماعية ، ولكن تبين من خلال المتابعة والمواكبة والتقييم لعمل المعارضة انها تحاول بشتى الوسائل خلق مسببات تظهر فيها ضعف الحكومة وتقاعسها وفشلها في تدبير شؤون البلاد الداخلية ، وتحميلها تبعات الازمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمجالية ، واستغلال جميع القوى العاملة والملفات المتوقفة منذ عهد الحكومة السابقة التي عمرت عشر سنوات دون التوصل الى اتفاق اطار او حتى فتح نقاش جدي حيث كانت اللغة الطاغية هي لغة الوعد والوعيد والتعنت ونهج سياسة الباب مغلوق الى اجل غير مسمى انها حكومة المعارضة الحالية .
هل يعقل ان يطلب من حكومة عمرها اربعة اشهر ان تقوم بما لم تقم به حكومة عمرت عشر سنوات ؟
إلى متى ستبقى المعارضة حبيسة الوهم الانتخابي والاستهلاك السياسي والاعلامي الملغوم والخالي من الجدية والانفتاح على الاقل على محيطها المحبط المتأزم الساخط الرافض للسلوك السياسي العبثي الغير الناضج ؟ آن الاوان لتغيير اللعبة السياسية في اتجاه فتح المجال للقوى الوطنية الفاعلة والقادرة على التفاعل والانسجام وخلق الفرص الحقيقية على اساس الاهلية والقدرة علي العطاء والتفاني ونكران الذات لا التسلق والقفز من اجل البحت عن الريع السياسي .
ينبغي على السياسي القطع مع العبث السياسي وسلوك مسلك السياسي المتخلق والمهووس بحب الوطن وخدمة البلاد والعباد ، فبناء الوطن يتطلب التضامن والتكافل والتعاون والمساندة والاعتراف المتبادل بالعمل الوطني الجاد سواء اغلبية او معارضة ،لا لتلخيص عمل الحكومة ،لا للمعارضة من اجل المعارضة ،لا لتمييع العمل السياسي ،لا لتمييع عمل مؤسسة التشريع، لا لتضييع الوقت في النقاشات السياسية البيزنطية الغير المنتجة والغير الجادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى