الملك عقل الدولة وقلب الشعب : قيادة حكيمة وباني الدولة الحديثة

ذا عمرو العرباوي/ مدير النشر
في مسار التاريخ المغربي الحديث، تبرز مكانة المؤسسة الملكية كركيزة أساسية في استقرار البلاد وتطورها. فالعبارة التي تقول: “الملك عقل الدولة وقلب الشعب” ليست مجرد وصفٍ إنشائي، بل تعبيرٌ عميق عن توازن فريد بين الشرعية التاريخية والسياسية، والشرعية الشعبية والوجدانية التي تجمع بين العرش والشعب في علاقة تتجاوز الإطار السياسي لتشكل هوية وطنية جامعة.
الملك عقل الدولة: الرؤية والحكمة
العقل في مفهوم الدولة هو البوصلة التي توجه السياسات وتوازن بين المصالح وتستشرف المستقبل، وقد جسد الملك هذا الدور من خلال قيادة رشيدة اعتمدت على الحكمة والاعتدال في إدارة الملفات الداخلية والخارجية.
فمن إصلاحات دستورية وسياسية عززت المسار الديمقراطي، إلى مشاريع اقتصادية وتنموية كبرى غيّرت وجه المدن المغربية وأعادت التوازن للجهات المهمشة، يبرز دور الملك كـ”عقل الدولة” الذي يخطط بعقلانية ويقود بثقة نحو المستقبل.
القيادة الملكية والنجاح الدبلوماسي
تُعد السياسة الخارجية للمغرب إحدى أبرز تجليات هذه الرؤية الملكية المتبصرة. فبفضل النهج الدبلوماسي الهادئ والحكيم الذي يقوده جلالة الملك، استطاع المغرب أن يرسخ مكانته كقوة إقليمية تحظى بالاحترام والتقدير على الساحة الدولية.
وقد تُوّج هذا المسار مؤخراً بتصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يؤكد اعتماد مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعملي ووحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مع الإقرار بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية ملكية استراتيجية بعيدة المدى، تجمع بين الثبات في الموقف والانفتاح على الحوار البناء، مما جعل المغرب نموذجاً للدبلوماسية الحكيمة والمتوازنة في المنطقة.
الملك قلب الشعب: القرب والإنصات
أما وصف الملك بأنه “قلب الشعب”، فهو إشارة إلى البعد الإنساني في القيادة الملكية، حيث تتجلى الممارسة الملكية في الميدان، بالقرب من المواطنين، ومتابعة قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية.
هذا القرب لا يتجلى فقط في المبادرات الاجتماعية أو زيارات الميدان، بل أيضاً في التفاعل المباشر مع نبض الشارع المغربي، من خلال توجيهات ملكية تُترجم إلى مشاريع ملموسة تمس حياة المواطن البسيط، وتعكس إرادة ملكية صادقة في بناء مجتمع متوازن ومتماسك.
من الحكمة إلى البناء
الحكمة ليست فقط في الرؤية، بل في التنفيذ، وقد استطاع المغرب، بفضل هذه القيادة، أن يحقق انتقالاً تدريجياً نحو دولة حديثة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
البنيات التحتية الكبرى، ومشاريع الطاقات المتجددة، والإصلاح الإداري والرقمي، كلها تشكل لبنات في بناء الدولة الحديثة التي تضع المواطن في صلب التنمية.
مخرجات هذا المقال ،إن مقولة “الملك عقل الدولة وقلب الشعب” تختزل فلسفة الحكم في المغرب المعاصر:
قيادة تجمع بين العقلانية في القرار والإنسانية في الممارسة، بين الحزم في حماية المصالح العليا والرحمة في خدمة المواطنين.
وبفضل هذه الرؤية المتبصرة، استطاع المغرب أن يحقق إنجازات كبرى في مختلف الميادين، ويُكرس في المحافل الدولية حقيقة سيادته على صحرائه ويؤكد مكانته كدولة عصرية تنشد السلام، وتؤمن بالوحدة، وتسير بثقة في درب التقدم والازدهار.
				


