اخبار منوعة

الإنسان لا يختار قدره وانما يصبر لقدره

عمرو العرباوي – مدير النشر

فهذه المقولة تعبر عن وجهة نظر فلسفية أو دينية ترى أن الإنسان لا يملك حرية الاختيار التامة، بل يخضع لقدره ومصيره المحتوم، ويجب عليه أن يتحلى بالصبر إزاء ما يواجهه في حياته ، كما ان هذه الفكرة مرتبطة بمفاهيم القضاء والقدر في بعض الأديان والفلسفات، حيث يُعتقد أن الأحداث والمواقف التي يمر بها الإنسان مكتوبة ومقدرة سلفاً، وأن دوره يكمن في التعاطي معها والرضا بها، بدلاً من محاولة تغييرها.

ولتوضيح هذه المقولة بشكل ادق يمكن ان نتناولها من خلال زوايا مختلفة منها :

من المنظور الإسلامي:
في الإسلام، يعتبر الإيمان بالقضاء والقدر أحد أركان الإيمان الستة، المسلمون يؤمنون بأن كل شيء يحدث بمشيئة الله وعلمه المسبق، ويُعتقد أن الله قد كتب كل شيء سيحدث في اللوح المحفوظ، وأن الإنسان يجب أن يقبل هذا القضاء والقدر برضا وصبر، ورغم ذلك، يُعتقد أيضاً أن الإنسان لديه حرية الإرادة في اتخاذ القرارات، لكن هذه القرارات تكون ضمن إطار ما قدره الله. الآيات والأحاديث التي تؤكد هذا المفهوم كثيرة، منها قوله تعالى: “قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا” (التوبة: 51).

من المنظور الفلسفي:
بعض الفلاسفة يرون أن حرية الإرادة مجرد وهم وأن أفعال الإنسان محكومة بسلسلة من الأسباب والنتائج التي لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها. على سبيل المثال، يرى الفيلسوف سبينوزا أن كل شيء يحدث حسب قوانين الطبيعة الضرورية، بما في ذلك تصرفات البشر.

من منظور التحليل النفسي:
علماء النفس قد ينظرون إلى فكرة أن الإنسان لا يختار وإنما يصبر لقدره من زاوية أخرى. يمكن اعتبار هذه الفكرة نوعاً من الدفاع النفسي ضد الإحساس بالعجز أمام الظروف الحياتية الصعبة. على سبيل المثال، النظرية النفسية التي قدمها فيكتور فرانكل في كتابه “الإنسان يبحث عن معنى” تشير إلى أن إيجاد معنى في المصاعب يمكن أن يساعد الإنسان على التحمل والصبر.

مخرجات هذا النقاش المفتوح ان لهذه المقولة مزايا وعيوب :
من حيث المزايا: يساعد على تقبل الأمور التي لا يمكن تغييرها، ويعزز الصبر والرضا النفسي.
من حيث العيوب: قد يؤدي إلى السلبية والاستسلام للظروف دون محاولة التغيير أو التحسين، فهذا الموضوع في الحقيقة
يفتح باباً لنقاش أعمق حول كيفية تعامل الإنسان مع القدر والحرية الشخصية، وتطرح تساؤلات عن دور الإرادة الإنسانية في مواجهة المصاعب والقرارات اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى