القاعدة العامة لدى النخب السياسية القطيعة مع الجماهير إلا اثناء الموسم الانتخابي :
عمرو العرباوي / مدير النشر
هذا السلوك اللاأخلاقي يمكن تفسيره على أنه استراتيجية سياسية تهدف إلى الحفاظ على السلطة والنفوذ، عندما يقترب موسم الانتخابات، تبدأ النخب السياسية في التواصل مع الجماهير لجذب دعمهم والتأكيد على شفافية أفعالهم، ومع ذلك، بمجرد انتهاء الموسم الانتخابي، قد يتجاهلون أو يقللون من تفاعلهم مع الجماهير، مما يظهر قطيعتهم معها ويؤكد على طابع انتهازي في علاقتهم معها، هذا السلوك يخل بمبادئ الشفافية والأخلاقية في الحكم.
يمكن توضيح هذا السلوك بشكل أكثر دقة وتفصيلًا:
السعي للحفاظ على السلطة والنفوذ: النخب السياسية تعتبر الحفاظ على السلطة والنفوذ هدفًا أساسيًا لها، وقد تتبنى استراتيجيات تهدف إلى تحقيق هذا الهدف بغض النظر عن الأساليب المستخدمة.
التكتيكات الانتخابية: خلال فترة الموسم الانتخابي، تتبنى النخب السياسية استراتيجيات تواصل مع الجماهير وتأكيد على الشفافية وتقديم وعود لجذب دعمهم.
قطيعة مع الجماهير بعد الانتخابات: بعد انتهاء الموسم الانتخابي، يقلل السياسيون من جهودهم للتواصل مع الجماهير، مما يظهر قطيعتهم المؤقتة معها.
الانتهازية السياسية: تظهر الانتهازية السياسية عندما يستخدم السياسيون الجماهير لتحقيق مصالحهم الشخصية و الحزبية دون مراعاة الصالح العام.
تأثيرها على الشفافية والأخلاقية: يؤدي هذا السلوك إلى نقص في مستوى الشفافية والأخلاقية في الحكم، حيث يشعر الناخبون بأنهم تم استغلالهم بغرض الحصول على الأصوات دون اهتمام حقيقي بمصالحهم.
التداول السياسي: يمكن أن يكون هذا السلوك جزءًا من ثقافة التداول السياسي حيث يتم التبادل بين الفئات السياسية للحكم بشكل دوري دون الاعتماد على استقاء الدعم من الجماهير بشكل مستمر، وهذا يعزز الانتهازية السياسية ويقلل من الضرورة للنخب السياسية لبناء علاقة ثابتة ومتواصلة مع الجماهير.
تأثير النظام السياسي: قد يكون النظام مساهمًا في تعزيز هذا السلوك اللاإخلاقي، فقد يجد السياسيون أنه من الأسهل الحصول على الدعم والبقاء في السلطة عبر استراتيجيات قصيرة المدى بدلاً من التركيز على تحقيق الإصلاحات الهيكلية والتغييرات الجذرية.
تأثير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي: تزيد وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من هذا السلوك عن طريق توجيه الضوء على سلوكيات النخب السياسية وتسليط الضوء على انتهازيتهم وانقطاع تواصلهم مع الجماهير بعد الانتخابات.
تأثير الثقافة السياسية: تؤثر الثقافة السياسية في المجتمع على هذا السلوك اللاأخلاقي أيضًا، إذا كانت الثقافة تعتبر الانتهازية والتلاعب بالجماهير جزءًا من العادات والتقاليد السياسية المقبولة، فقد يتم قبول هذا السلوك بشكل أكبر ويتم تبريره بسهولة أكبر من قبل النخب السياسية.
المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية: تتحمل النخب السياسية مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع والناخبين، وينبغي أن تتمتع بقيادة أخلاقية وشفافة في تعاملها مع الجماهير، عدم الالتزام بالمبادئ الأخلاقية يضر بالثقة بالمؤسسات السياسية ويخل بالديمقراطية ككل.
ضرورة الإصلاح السياسي: لا بد من العمل على تعزيز الشفافية والمساءلة في النظام السياسي وتشجيع النخب السياسية على بناء علاقات ثابتة ومستمرة مع الجماهير، بحيث يصبح التواصل معها جزءاً أساسياً من عملية اتخاذ القرارات السياسية.
تشجيع المشاركة المدني : يقوم المجتمع المدني بدور هام في زيادة ضغط النخب السياسية لتحقيق مزيد من الشفافية والمساءلة، وذلك من خلال الضغط العام والنقاش العلني حول هذه القضايا وتعزيز الوعي بحقوق الناخبين والمواطنين.
تحفيز المشاركة السياسية الدائمة: يمكن للنخب السياسية تعزيز المشاركة السياسية المستمرة عن طريق إطلاق حوارات مستمرة مع الجماهير وتشجيعها على المشاركة في عمليات اتخاذ القرار. من خلال توفير الفرص للجماهير للتعبير عن آرائها ومخاوفها بشكل دوري ومنتظم، يمكن أن تقلل النخب السياسية من الانقسام بينها وبين الجماهير وتعزز الشفافية والثقة في العملية السياسية.
تعزيز الحكامةالرشيدة: يجب أن تتخذ النخب السياسية إجراءات لتعزيز الحكامةالرشيدة وضمان معايير الشفافية والمساءلة في جميع جوانب الحكم، يجب عليهم أن يكونوا مستعدين لتقديم التقارير الدورية والشفافة حول أدائهم واستخدام الموارد العامة.
التركيز على الخدمة العامة: يجب أن يكون الهدف الرئيسي للنخب السياسية هو خدمة المجتمع والمواطنين بأمانة ونزاهة، دون النظر إلى الفترات الانتخابية فقط، يجب عليهم أن يتبنوا مبادئ العدالة والمساواة والمصداقية في سياستهم وأفعالهم.
ضرورة التغيير الثقافي: يجب على النخب السياسية أن تعمل على تغيير الثقافة السياسية المتبادلة في المجتمع، بحيث تُشجع القيم الديمقراطية والأخلاقية وتُقدّر الشفافية والمساءلة كمبادئ أساسية للحكم السياسي.
مخرجات هذا المقال ، أن تحقيق الاستقرار السياسي وبناء الثقة بين النخب السياسية والجماهير مسؤولية مشتركة تتطلب تعاوناً وجهوداً مشتركة من الجميع، بما في ذلك تغيير في السلوك والثقافة السياسية .