المغرب في سياساته الخارجية يحرص على وحدة أراضي الدول:
عمرو العرباوي : مدير النشر
سياسة المغرب الخارجية تركز بشكل كبير على الحفاظ على وحدة أراضي الدول وتعزيز الاستقرار الإقليمي، هذا يعكس رغبة المملكة في تعزيز السلام والتعاون في المنطقة، والتصدي لأي تحديات تهدد السيادة والأمن الوطني، ويتمثل ذلك في دعم المغرب لحل النزاعات بطرق سلمية ودبلوماسية، والتعاون مع الدول الشقيقة والدول الجارة لتحقيق الاستقرار والازدهار المشترك.
ويُعتبر المغرب من أوائل الدول التي دعمت جهود السلام في المنطقة، وهو عضو فعال في الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، ويشارك في العديد من المنتديات الإقليمية والدولية لتعزيز التعاون والتضامن، كما تعمل الدبلوماسية المغربية على تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية والثقافية مع الدول الأخرى، مما يعزز دورها كلاعب إقليمي مؤثر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فسياسة المغرب الخارجية تعكس مجموعة من الأولويات والمبادئ التي تشمل:
التضامن الإقليمي والقاري: يسعى المغرب إلى بناء علاقات قوية مع دول المنطقة والقارة الإفريقية بشكل عام، ويعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني من خلال المشاركة في المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي ومجموعة دول الساحل الخمس (G5 Sahel) ومبادرة تحالف الصحراء للسلام والتنمية.
السلام والأمن الإقليمي: يلعب المغرب دورًا فعّالًا في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، سواء من خلال الوساطة في النزاعات أو المشاركة في القوات الدولية لحفظ السلام، كما حدث في العديد من المناطق النزاعية في إفريقيا.
الدعم للقضايا الإنسانية والتنموية: يسعى المغرب إلى دعم الدول الإفريقية في تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الإنسانية، مثل الفقر والجوع والأمراض، ويقدم المغرب مساعدات إنسانية وبرامج تنموية في مجالات مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.
العلاقات الثنائية والتعاون الدولي: يعمل المغرب على بناء علاقات ثنائية قوية مع دول العالم، سواء كانت دول الشمال أو الجنوب، ويشجع على التبادل التجاري والاستثمار والتعاون في مختلف المجالات مثل الطاقة والزراعة والتكنولوجيا.
حفظ السيادة الوطنية: تُعد حفظ السيادة الوطنية أحد أهم أولويات سياسة المغرب الخارجية، ويُظهر ذلك من خلال التصدي لأي تهديدات أو تدخلات في شؤونه الداخلية، والدفاع عن حقوقه الإقليمية والموارد الطبيعية، بما في ذلك النزاع حول الصحراء الغربية.
الدبلوماسية الإنسانية: يتمثل تعزيز القيم الإنسانية في جوانب متعددة من سياسة المغرب الخارجية، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية، وتقديم الدعم للجهود الدولية لمكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.
القيادة في مواجهة التحديات الإقليمية: يُعتبر المغرب شريكاً رئيسياً في مواجهة التحديات الإقليمية مثل الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، ويعمل على تعزيز التعاون الأمني مع الدول الشقيقة والجارة والشركاء الدوليين لمكافحة هذه التهديدات.
التعاون الاقتصادي والتجاري: يسعى المغرب إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول الأخرى، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، من خلال توقيع الاتفاقيات التجارية وتشجيع الاستثمار المباشر وتبادل التكنولوجيا، وتُعد القارة الإفريقية شريكًا مهمًا في هذا السياق، حيث يُعَد المغرب بوابة للدخول إلى السوق الإفريقية ويسعى لتعزيز الشراكات الاقتصادية المثمرة.
الدفاع عن القضايا الإسلامية والعربية: بوصفه دولة إسلامية وعربية، يلتزم المغرب بالدفاع عن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية والعربية، مثل قضية فلسطين والقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط. يتخذ المغرب مواقف قوية على هذه القضايا في المنظمات الدولية وفي المحافل الدولية.
التوازن والحياد: يسعى المغرب إلى الحفاظ على توازنه وحياده في الشؤون الدولية، وعدم التورط في الصراعات الإقليمية أو الدولية بطريقة تضر بمصالحه الوطنية، وتعتبر هذه السياسة عنصراً أساسياً في بناء الثقة وتعزيز العلاقات الدولية بشكل عام .
التعاون الثقافي والتعليمي: يعتبر المغرب التبادل الثقافي والتعليمي بين الدول أحد أهم عناصر سياسته الخارجية، حيث يعزز التبادل الثقافي من فهم الثقافات المختلفة وتعزيز التعاون الثقافي، بالإضافة إلى ذلك، يسعى المغرب إلى توسيع التعاون في مجال التعليم وتبادل الخبرات والمعرفة، من خلال تقديم منح دراسية وبرامج تدريبية للطلاب والباحثين من الدول الشقيقة والصديقة.
المساهمة في الجهود الدولية للتنمية: يلتزم المغرب بالمساهمة في الجهود الدولية للتنمية المستدامة، سواء من خلال الإعانات الإنسانية أو المشاركة في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويعتبر المغرب شريكا فاعلا في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية التي تهدف إلى تعزيز التنمية والمساواة الاقتصادية.
التعاون البيئي والمناخي: يشارك المغرب في الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، ويسعى لتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد. من خلال استخدام تقنيات الطاقة المتجددة وتنفيذ سياسات بيئية مستدامة، يسعى المغرب لتقديم مثال يحتذى به في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.
التعزيز الإنساني والاجتماعي: تولي المغرب اهتماماً بالغًا للقضايا الإنسانية والاجتماعية في المنطقة وحول العالم، حيث يسعى إلى تقديم الدعم للفئات الضعيفة والمحتاجة وتعزيز العدالة الاجتماعية. ويتضمن ذلك دعم الجهود الإنسانية في مواجهة الفقر وتحسين الوضع التعليمي والصحي وتعزيز حقوق الإنسان.
تعزيز العلاقات الثقافية والدينية: يعتبر المغرب مركزًا ثقافيًا ودينيًا هامًا في المنطقة، ويسعى إلى تعزيز الفهم المتبادل والتواصل الثقافي بين الشعوب، ويشمل ذلك تبادل الزيارات الثقافية والتنظيمات الفنية والدينية، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا: يسعى المغرب إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، من خلال تبادل الخبرات والمعرفة وتنظيم الندوات والمؤتمرات الدولية. ويعتبر التعاون العلمي والتقني أحد العوامل الرئيسية في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الابتكار.
التعاون في مكافحة الأمراض والأوبئة: يعمل المغرب على تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الأمراض والأوبئة، من خلال تبادل المعلومات والخبرات وتقديم الدعم للدول المتضررة. ويُعتبر التعاون الدولي في مجال الصحة أمرًا ضروريًا للحفاظ على الأمن الصحي العالمي.
المساهمة في الحفاظ على الأمن الغذائي: يعتبر المغرب تعزيز الأمن الغذائي على الصعيدين الوطني والإقليمي من أولويات سياسته الخارجية. يقوم بتبادل الخبرات والتقنيات في مجال الزراعة وتطوير البنية التحتية الزراعية مع الدول الشقيقة والصديقة، ويعزز التعاون في مجالات الزراعة المستدامة وإدارة الموارد المائية.
التعاون في مكافحة الجريمة الدولية وتهريب المخدرات: يلعب المغرب دورًا مهمًا في التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، ويعمل على تبادل المعلومات والتعاون الأمني مع الدول الشريكة لمواجهة هذه التحديات العابرة للحدود.
الترويج للسياحة والاستثمار: يسعى المغرب إلى تعزيز صورته على الصعيدين السياحي والاستثماري، ويستخدم دبلوماسيته لجذب السياح والمستثمرين إلى البلاد، من خلال توفير بيئة استثمارية ملائمة وتسهيل الإجراءات الإدارية، يسعى المغرب إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز النمو الاقتصادي.
التعاون العسكري والأمني: يقوم المغرب بتعزيز التعاون العسكري والأمني مع الدول الشقيقة والصديقة، من خلال تبادل الخبرات والتدريب والتعاون في مكافحة التهديدات الأمنية المشتركة مثل الإرهاب والتطرف والتهريب والتهريب البشري.
عموما ، تتمثل رؤية المغرب الخارجية في بناء شراكات قوية ومستدامة مع جميع الدول الأخرى، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات لتحقيق السلم والاستقرار والتنمية المستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي والحفاظ على وحدة أراضي الدول وسيادتها .