لا ننشد عالم لا يقتل فيه احد ولكن ننشد عالم لا يتم فيه تبرير القتل:
عمرو العرباوي – مدير النشر
فعبارة “لا ننشد عالم لا يقتل فيه أحد، ولكن ننشد عالم لا يتم فيه تبرير القتل” تعبر عن مفهوم عميق يتعلق بالفرق بين واقعين مختلفين ، الاول هو العالم المثالي،والثاني هو عالم الذي يتم فيه تبرير القتل ، لتفسير هذا المفهوم بشكل مفصل ينبغي تقسيمه إلى النقاط التالية:
الاعتراف بالواقع: الفكرة تبدأ بالاعتراف بأن العنف والقتل هما جزء من الواقع البشري منذ العصور القديمة، التاريخ مليء بالصراعات والحروب التي أدت إلى قتل الملايين، ومن هذا المنطلق، يكون من غير الواقعي أن نتوقع عالماً خالياً تماماً من القتل.
التركيز على التبرير الأخلاقي: الجانب الأكثر أهمية في العبارة هو رفض تبرير القتل، هذا يعني أنه بالرغم من أن القتل قد يحدث، يجب ألا يكون هناك قبول أو تبرير له من الناحية الأخلاقية أو القانونية، التبرير للقتل يأتي في أشكال مختلفة مثل الدفاع عن النفس، أو في سياق الحرب، أو كعقوبة قانونية، عندما نقول إننا ننشد عالماً لا يتم فيه تبرير القتل، نعني بذلك أننا نريد أن نتوقف عن إيجاد أسباب لجعل القتل مقبولاً أو مشروعاً.
التوجه نحو العدالة والسلام: الرؤية التي نقدمها تبعا لهذه العبارة نتطلع إلى تعزيز القيم الأخلاقية التي تدعم الحياة وتحترمها، وفي هذا السياق، يعني عدم تبرير القتل السعي إلى حلول سلمية للنزاعات، وإيجاد بدائل للعنف، وتعزيز العدالة التي تعاقب على الجرائم دون اللجوء إلى إبادة الإنسان .
التأثير على المجتمع والثقافة: عدم تبرير القتل يتطلب تغييراً ثقافياً ومجتمعياً واسعاً، يجب أن تتغير الأفكار والمعتقدات التي تجعل العنف مقبولاً في بعض الأحيان، سواء كانت تلك الأفكار مرتبطة بالشرف أو الانتقام أو حتى تطبيق القانون بطرق معينة.
مخرحات هذا المقال، أن الضمير الإنساني الحي يرفض تبرير القتل، وأنه يمكن أن نعمل نحو عالم أكثر إنسانية وأقل عنفاً، وأن التركيز على منع تبرير القتل يضع أساساً قوياً لبناء مجتمعات تعزز حقوق الإنسان وتقدس الحياة البشرية.