عمرو العرباوي – مدير النشر
يسمع من لديه وعي إن اختفى الوعي اختفى الإنسان” تعبر عن فكرة فلسفية تتعلق بوجود الإنسان وطبيعته، كما تشير هذه العبارة إلى أن القدرة على السمع والفهم والإدراك تعتمد على وجود الوعي، فالإنسان الذي يمتلك الوعي يكون قادراً على التفاعل مع محيطه، إدراك الأصوات، وفهم معانيها، الوعي هنا يشمل الإدراك الحسي والمعرفة والفهم العقلي، وهو ما يميز الإنسان عن الكائنات الأخرى، بعبارة أخرى، بدون وعي، لا يمكن للإنسان أن يتفاعل مع بيئته بشكل مدرك ومتعمد،لتوضيح هذه العبارة بشكل مفصل ودقيق يمكن تقسيم الموضوع إلى فقرتين :
الاولى :أهمية الوعي في حياة الإنسان:
– الوعي والإدراك: الوعي هو ما يتيح للإنسان القدرة على إدراك العالم من حوله، هذا يشمل الوعي بالحواس (مثل السمع والبصر) والوعي بالذات (القدرة على التفكير في الذات والتأمل في الأفكار والمشاعر)، فبدون هذا الوعي، لن يتمكن الإنسان من تمييز أو فهم ما يحدث في بيئته أو داخله.
– الوعي والتفاعل الاجتماعي: الوعي هو الذي يسمح للإنسان بالتواصل والتفاعل مع الآخرين، القدرة على فهم اللغة، قراءة العواطف، والاستجابة للتفاعلات الاجتماعية تعتمد كلها على الوعي، إذا فقد الإنسان وعيه، لن يكون قادراً على التواصل بفعالية مع الآخرين، مما يعزله عن الحياة الاجتماعية.
– الوعي والهوية: الوعي الذاتي يسهم في تكوين هوية الإنسان، الأفكار، الذكريات، القيم، والمعتقدات تتكون كلها من خلال عمليات الوعي، إذا اختفى الوعي، يختفي معه جزء كبير من هوية الفرد، حيث لن يكون قادراً على تذكر من هو أو ماذا كان يعني له العالم من حوله.
– الوعي واتخاذ القرار: الوعي هو الأساس الذي يقوم عليه التفكير النقدي واتخاذ القرارات، فالإنسان الواعي قادر على تحليل المعلومات، تقييم الخيارات، واتخاذ قرارات مستنيرة، بدون وعي، لن يكون هناك قدرة على اتخاذ القرارات بوعي، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في الحياة الشخصية والبيئة المحيطة.
الثانية :العلاقة بين الوعي والإنسانية:
– الوعي كشرط للإنسانية: الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس يرون أن الوعي هو ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات، الوعي ليس مجرد وظيفة بيولوجية، بل هو جوهر يجعل الإنسان إنساناً، عندما نقول “إن اختفى الوعي اختفى الإنسان”، نحن نعني أن الوعي هو الذي يعطي الحياة الإنسانية قيمتها ومعناها.
– تأثير فقدان الوعي: في الحالات التي يفقد فيها الإنسان وعيه بشكل دائم، مثل الموت أو حالات الغيبوبة العميقة، يفقد الإنسان القدرة على القيام بأي نشاط يتطلب الوعي. هذا يعني أن حياته كإنسان فعلي، من حيث التفكير والشعور والتفاعل، تنتهي.
مختصر هذه العبارة “يسمع من لديه وعي إن اختفى الوعي اختفى الإنسان” تؤكد على أن الوعي هو العنصر الأساسي الذي يميز الإنسان ويمكنه من التفاعل مع العالم من حوله، التفاعل الاجتماعي، بناء الهوية الشخصية، واتخاذ القرارات. بدونه، يفقد الإنسان جوهره ويصبح مجرد كائن بيولوجي بدون صفات إنسانية حقيقية، لذا، الوعي هو ما يجعل الإنسان قادراً على السمع والفهم والعيش كإنسان حقيقي فاعل لا جسد جامد .
