اخبار منوعة

برشيد تنفتح على المواطنين لإعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة: خطوة تعزز المقاربة التشاركية وتكريس الحكامة المحلية

ذا عمرو العرباوي/ مدير النشر
في مبادرة نوعية تعكس روح الانفتاح والحكامة التشاركية، أعلنت عمالة إقليم برشيد عن فتح باب تلقي مقترحات المشاريع التنموية من طرف مختلف الفاعلين المحليين والمواطنين، في إطار الإعداد للجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، وذلك تبعا لأشغال اللقاء التشاوري المنعقد يوم 7 نونبر 2025 بمقر العمالة. وقد حددت مصالح العمالة تاريخ 14 نونبر 2025 على الساعة الثانية عشرة زوالا كآخر أجل لتلقي المقترحات عبر البريد الإلكتروني المخصص لهذا الغرض.
تأتي هذه الخطوة في سياق دينامية وطنية تسعى إلى تجديد الرؤية التنموية المحلية وجعل المواطن فاعلا أساسيا في صياغة السياسات العمومية الترابية، لا مجرد متلقٍّ لنتائجها، فالدعوة المفتوحة من طرف عمالة برشيد تعبّر عن تحول عميق في فلسفة التدبير المحلي، من منطق المركزية والقرارات الفوقية إلى منطق المشاركة والإصغاء لمطالب الساكنة ومقترحات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
إنها إشارة قوية إلى أن التخطيط الترابي لم يعد شأنا إداريا صرفا، بل أصبح عملا جماعيا تشاركيا يُبنى على الذكاء الجماعي المحلي ويعتمد على معرفة المواطنين باحتياجاتهم الواقعية وتطلعاتهم التنموية.
ويهدف هذا الجيل الجديد من البرامج إلى إعادة هيكلة مقاربة التنمية الترابية، عبر مشاريع متكاملة تجمع بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية.
فالرهان اليوم لا يتعلق فقط بإنجاز البنيات التحتية، بل بإرساء نموذج تنموي محلي مستدام يخلق الثروة، ويحفز الاستثمار، ويحافظ على الموارد الطبيعية، ويعزز العدالة المجالية.
ومن المنتظر أن يشكل برنامج برشيد الجديد أرضية لتثمين الإمكانات الفلاحية والصناعية للإقليم، وتنشيط مجالات الابتكار والتعليم والتشغيل، مع التركيز على تحسين الخدمات الاجتماعية وتحقيق العدالة الترابية داخل الجماعات القروية والحضرية التابعة للإقليم .
اختيار العمالة وضع بريد إلكتروني خاص لتلقي المقترحات ليس تفصيلاً تقنياً، بل هو تجسيد عملي للتحول الرقمي في تدبير الشأن العام، فبهذه الطريقة، يتمكن كل مواطن أو جمعية أو مقاولة من المساهمة بشكل مباشر وسهل وشفاف في صياغة البرنامج التنموي.
إنها خطوة في اتجاه رقمنة التواصل الإداري وتكريس مبدأ المساواة في الولوج للمعلومة والمشاركة، بما يتماشى مع التوجهات الوطنية نحو الإدارة الرقمية الحديثة.
ويبقى نجاح هذه المبادرة رهينا بمدى تفاعل المواطنين والهيئات المحلية معها. فكل مقترح جاد ومدروس يمكن أن يتحول إلى مشروع واقعي يسهم في تحسين جودة الحياة داخل الإقليم، وفي المقابل، يبرهن انخراط الساكنة عن وعي جماعي متجدد بأهمية المشاركة المواطِنة في صناعة القرار المحلي.
إن مبادرة عمالة إقليم برشيد تمثل نقلة نوعية في تدبير التنمية الترابية، لأنها تعيد الاعتبار لصوت المواطن وتمنح المجتمع المحلي فرصة فعلية للمشاركة في بناء مستقبل مجاله الترابي.
إنها تجربة تستحق التثمين والتعميم، لأنها تعكس التوجه الجديد للدولة المغربية نحو تنمية قائمة على القرب، والمشاركة، والشفافية، والفعالية.
💡 اقتراحات نوعية لمشاريع يمكن تقديمها في إطار هذا البرنامج
وفي سياق هذه الدينامية، يمكن اقتراح مشاريع واقعية ومجدية تلامس حاجيات الإقليم، من بينها:
1.في المجال الاقتصادي:
-إحداث مناطق صناعية لأنشطة المقاولات الصغرى والمتوسطة لدعم التشغيل المحلي.
-مشاريع لتثمين المنتجات الفلاحية وتحويلها (كصناعة الألبان أو الزيوت المحلية و باقي المنتجات المحلية بالاقليم )
-إلغاء السوق الأسبوعي الاثنين لكونه اصبح يشكل مصدر ازعاج للساكنة – اختناق مروري
كثرة النفايات – السرقات – إرهاق للأجهزة الامنية والسلطات المحلية إلى غيرها من الظواهر السلبية.
2.في المجال الاجتماعي:
-إنشاء مراكز القرب للشباب والنساء لتعزيز التكوين والتأطير والمواكبة.
-بناء مراكز استشفائية القرب وتجهيز مؤسسات للرعاية الاجتماعية بالعالم القروي.
3.في المجال البيئي:
-مشاريع لتدوير النفايات وتثمينها على المستوى الجماعي -في الكثير من الأحيان وبالخصوص ليلا انتشار روائح كريهة تعم فضاء المدينة لا نعلم مصدرها أهو مطرح المدينة أم شيء آخر ينبغي الجهات المختصة التثبت من مصدرها .
-مبادرات لغرس الأشجار وتحسين الفضاءات الخضراء بالمدن والقرى.
4.في مجال البنية التحتية والخدمات:
-تهيئة الطرق والمسالك لفك العزلة عن المناطق القروية.
-تحسين شبكات الإنارة العمومية والماء الصالح للشرب اصلاح الطرق وصيانتها عبر تعبيد الأزقة المهترئة الإكثار من الإشارات المرورية الضوئية (علامة مرور الراجلين على سبيل المثال لا الحصر)
5.في المجال الثقافي والرياضي:
-إحداث مراكز ثقافية ومكتبات جماعية.
-بناء ملاعب للقرب وتنظيم دوريات رياضية محلية لفائدة الشباب.
مخرجات هذا المقال، يبقى الانخراط الواسع للمواطنين في تقديم مقترحاتهم هو الشرط الأساسي لإنجاح هذا الورش التنموي المندمج، لأن التنمية الحقيقية لا تُبنى بالأوامر، بل بالأفكار والمبادرات المحلية الواعية.
وبرشيد اليوم، وهي تفتح باب المشاركة أمام الجميع، تؤكد أن المستقبل المحلي يُصنع من القاعدة، لا من القمة.
أنا“برشيد تبني تنميتها بأيدي أبنائها… من أجل مستقبل يليق بطموحات ساكنتها.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى