اخبار وطنية

الحرائق تندلع في شمال المملكة.. وموجة الحر تعقد السيطرة على النيران

برشيد.ر.ع

موجة حرائق هائلة تعرفها عدد من مناطق الشمال خلال الآونة الأخيرة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وبعض السلوكيات البشرية، فيما تتواصل مجهودات السلطات المحلية لتفادي انتقال الحرائق إلى مناطق مجاورة.

واندلع منذ يومين على مستوى جبل امزيز القريب من دوار نفزي، التابع ترابيا إلى جماعة زومي بإقليم وزان، حريق كببر لا تعرف إلى حدود اللحظة أسبابه الحقيقية.

وأرسلت القوات المسلحة الملكية فرقة من الجيش متخصصة في إطفاء الحرائق حلت ليلة أمس بالمنطقة، وباشرت عملها منذ الساعات الأولى من صباح اليوم.ب

ومازال الحريق مستعرا إلى حد الآن؛ إذ قضى على مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية والغابات دون تسجيل خسائر بشرية، لكن الوضع يزداد سوءا مع استمرار هبوب الرياح الشرقية الجافة ودرجة الحرارة المرتفعة جدا.

وفي إقليم العرائش، شبّ حريق مهول عند حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا أمس بقبيلة أهل سريف دائرة القصر الكبير، واستمر إلى حدود ساعات الصباح الأولى من اليوم الخميس.

كما اندلع حريق مهول في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس بغابة ملو أوغيلاس، الواقعة في نفوذ الجماعة الترابية الصميعة، التابعة لدائرة تاهلة بإقليم تازة.

وزان.. حريق يعاند جهود الإطفاء

كشف مصدر مسؤول من مديرية المياه والغابات بوزان أن الحريق مازال مستمرا والتدخلات متواصلة، مبرزا أن المساحة المحروقة إلى حد الساعة تناهز 200 هكتار.

وقال نور الدين عثمان، رئيس المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان، إن مجهودات بذلت بحضور عامل الإقليم، مبرزا أن السيطرة على الحريق مازالت صعبة رغم تدخل فرقة من طائرات “كنادير” المتخصصة في إطفاء الحرائق.

وشدد عثمان، على أن فريقا مهما، مكونا من الوقاية المدنية والدرك الملكي والسّلطة المحلية وجمعيات المجتمع المدني وساكنة المنطقة، تدخل لتطويق الحريق، لكن موجة الحر التي تضرب الإقليم وكذا الرياح الشرقية الجافة ساهمتا في انتشار ألسنة النيران.

ووقف الحقوقي ذاته عند كثافة الغطاء الغابوي وصعوبة التضاريس وغياب نقط مياه قريبة بسبب الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ سنوات، وهي كلها عوامل حدت من تدخل الوقاية المدنية.

وقال إن “الرياح القوية وجهت الحريق شمالا، حيث تتركز الآن الحرائق داخل المجال الترابي لجماعة مقريصات بالقرب من حدود إقليم شفشاون، وهذا ما ينذر بكارثة حقيقية، على اعتبار أن المنطقة تعرف غطاء غابويا كثيف وتضاريس جد صعبة”.

خسائر في القصر الكبير

عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، قال إن الحريق الذي شب بمناطق شاسعة بإقليم العرائش، وخاصة بجماعة بوجديان (دوار حرارة وما جاوره)، منذ عصر يوم الأربعاء، أتى على مساحة شاسعة من الغابات الجبلية.

كما أتى على آلاف أشجار الزيتون، ومئات الفدادين من مزروعات متنوعة، وداهمت الحرائق العديد من البيوت السكنية للمواطنين، فضلا عن نفوق مئات الدواب واحتراق الآلاف من خلايا النحل المتناثرة بكثرة على جنبات الجبال الممتدة على طول المنطقة.

وأضاف الخضري أن “المركز المغربي لحقوق الإنسان توصل بتظلمات شفهية من بعض المواطنين بالمنطقة، يشتكون تأخر تدخل المطافئ، في حين انشغلت السلطات المحلية بإجلاء المواطنين الذين تهدد ألسنة اللهب مساكنهم بسبب اتجاهات الريح، حيث انجرفت النيران بقوة نحو التكتلات السكنية”.

واعتبر الحقوقي ذاته أن “أسباب الحريق تبقى إلى حد الساعة مجهولة، لكن لا يمكن استبعاد الفعل الجرمي المتمثل في تعمد افتعال الحريق، وإن كان يرجح أثر ارتفاع درجة الحرارة على وقوع الحادثة”.

ودعا المتحدث  إلى فتح تحقيق في أسباب نشوب الحريق، معتبرا أن “الأهم هو هل هناك من أمل في أن تقوم الحكومة بمبادرة إنسانية لتعويض هؤلاء المواطنين الذين تعرضوا لضياع مصادر قوتهم؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى