اخبار منوعة
بعد حرب 7 اكتوبر 2023 ثقافة تهجير الفلسطينيين تقابل بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بالعودة إلى شمال قطاع غزة :

عمرو العرباوي : مدير النشر
الوضع الحالي في شمال قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل وحركة حماس يعكس تناقضًا واضحًا بين الأهداف الإسرائيلية المعلنة حول تهجير الفلسطينيين وبين الواقع الفعلي لعودة السكان.
يمكن تفسيرهذا المشهد من خلال عدة عوامل مترابطة:
أولا : الأهداف الإسرائيلية من التهجير.
إسرائيل استهدفت تهجير الفلسطينيين من شمال غزة ضمن استراتيجية عسكرية وسياسية طويلة الأمد، مدفوعة بعوامل عدة، منها:
– تحقيق السيطرة الأمنية: إفراغ شمال غزة من السكان لتقليل التهديد العسكري الذي تمثله حماس، وخاصة الأنفاق والبنية التحتية العسكرية.
•فرض واقع جيوسياسي جديد: الضغط باتجاه إعادة تشكيل خريطة القطاع، وربما تمهيدًا لحلول تتضمن تقليص مساحة الحياة الفلسطينية هناك.
•التأثير على مستقبل غزة: هناك طروحات إسرائيلية تدعو إلى تهجير واسع للسكان إلى مناطق أخرى، بما في ذلك سيناء، لكن هذه الطروحات تصطدم بعوامل دولية وإقليمية رافضة.
ثانيا : العودة رغم الدمار والحصار.
رغم محاولات التهجير، عاد آلاف الفلسطينيين إلى شمال غزة بمجرد توقف العمليات العسكرية جزئيًا، ويمكن تفسير ذلك من خلال:
•الارتباط بالأرض والممتلكات: كثير من الفلسطينيين يرفضون مغادرة منازلهم وأحيائهم حتى لو كانت مدمرة، خشية فرض واقع جديد دائم يجعلهم لاجئين مجددًا.
•الضغط الإنساني في الجنوب: مناطق جنوب القطاع (مثل رفح) شهدت اكتظاظًا غير مسبوق ونقصًا حادًا في الغذاء والمياه والمأوى، مما جعل العودة خيارًا أقل سوءًا.
•الوعي بالمخططات الإسرائيلية: الفلسطينيون يدركون أن التهجير هو جزء من خطة أوسع، لذا يحاولون إفشالها عبر العودة الجماعية.
ثالثا : العوامل الدولية والضغوط السياسية.
•الموقف المصري والدولي: مصر ترفض توطين فلسطينيين في سيناء، والضغط الدولي يحدّ من إمكانية تنفيذ مخططات التهجير القسري.
•المساعدات الإنسانية: منظمات الإغاثة تحاول إعادة الخدمات إلى بعض المناطق، ما يشجع على العودة.
•التوازنات الإسرائيلية الداخلية: لا يوجد إجماع داخل إسرائيل على تنفيذ تهجير شامل، فهناك مخاوف من تداعيات سياسية وأمنية.
مخرجات هذا المقال ، إن محاولة إسرائيل تهجير سكان شمال غزة تصطدم بصمود الفلسطينيين والضغط الدولي وصعوبة تنفيذ تهجير جماعي واسع، فالعودة إلى الشمال، رغم الدمار، تمثل تحديًا لهذه السياسات وتأكيدًا على تمسك الفلسطينيين بأرضهم، في ظل غياب حل سياسي دائم للنزاع.