اخبار منوعة

شعب التحدي: من خطاب الحسن الثاني إلى مشروع وطني مستمر

عمرو العرباوي /مدير النشر

في زمن التحديات المتصاعدة والتغيرات العالمية المتسارعة، تظل كلمات الملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، تطرق ذاكرة المغاربة بإيقاع يزرع الأمل ويستنهض الهمم: “نحن شعب التحدي وينبغي أن نبقى شعب التحدي.”

عبارة بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في مضمونها، تلخص فلسفة قيادة وتاريخ أمة. فقد أطلقها الملك الراحل في لحظات كانت فيها المملكة تواجه تحديات داخلية وخارجية جسيمة، مؤكّدًا أن جوهر الهوية المغربية لا ينفصل عن القدرة على المواجهة والإصرار على النجاح رغم العوائق.

شعب المقاومة والتحول:

تاريخ المغرب زاخر بالمحطات التي برهن فيها الشعب على أنه أهل للتحدي. من مقاومة الاستعمار الفرنسي والإسباني، إلى بناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال، مرورا باسترجاع الأقاليم الجنوبية في ملحمة المسيرة الخضراء، وصولاً إلى التحديات المعاصرة المتعلقة بالتنمية، التعليم، والشغل.

يُجمع المؤرخون والمحللون على أن الخطابات الملكية، خاصة في عهد الحسن الثاني، لم تكن مجرد كلمات دبلوماسية، بل كانت برامج عمل تستنهض الهمم وتحفّز على العمل الجماعي.

الرسالة المستمرة:

اليوم، ونحن في عهد الملك محمد السادس، لا تزال هذه الروح قائمة. فقد ورث العاهل المغربي إرثًا وطنيًا من والده، يعزّز من خلاله فكرة أن المغرب لا يتقدم إلا بإرادة جماعية لا تعرف الاستسلام، من مشاريع البنية التحتية الكبرى، إلى برامج محاربة الفقر، ومن تطوير المنظومة الصحية إلى إصلاح التعليم، كلها معارك من نوع جديد، تتطلب ذات الروح التحدّية.

روح التحدي في المجتمع المدني والشباب:

ما يثير الإعجاب هو أن هذه المقولة تجاوزت الخطاب الرسمي، وأصبحت جزءًا من الوعي الشعبي، يتداولها المواطنون في وجه الأزمات اليومية، في الأحياء الشعبية، في المقاولات الناشئة، في المبادرات الشبابية، يظهر ذلك “الشعب التحدي” الذي لا يرضى بالاستسلام، بل يبحث دائمًا عن بدائل وفرص جديدة.

مخرجات هذا المقال ، ليست عبارة “نحن شعب التحدي” مجرد ذكرى عابرة من زمن مضى، بل هي مشروع وطني مستمر، يحتاج إلى تجديد يومي، فالتحديات تغيرت، لكنها لم تختفِ، وواجب كل مغربي اليوم أن يحمل هذه الروح، ويترجمها إلى عمل، لكي يبقى المغرب، كما أراده ملكه الراحل والحالي ، شعبًا لا يُقهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى