اخبار منوعة

من كفاه الله هم الدنيا فليحمد الله ويستعفف

عمرو العرباوي – مدير النشر
فعبارة “من كفاه الله هم الدنيا فليحمد الله ويستعفف” تحمل معاني عميقة ترتبط بالإيمان، والشكر، والتوكل على الله، وتجنب الطمع.
لتفسير هذه العبارة بشكل مفصل ينبغي اتباع الخطوات التالية:
  • كفاية الله للعبد: تشير “كفاه الله هم الدنيا” إلى أن الله قد أعان الشخص في تدبير أموره الدنيوية وحماه من الانشغال الشديد بهموم الحياة، وهذه الكفاية قد تأتي من خلال الرزق الذي يحصل عليه دون عناء كبير، أو الراحة النفسية التي تجعل هموم الدنيا لا تؤرقه، أو من خلال تيسير سبل الحياة.
  • الشكر لله: بعد أن يكفي الله العبد هم الدنيا، ينبغي عليه شكر الله على هذه النعمة، والشكر هنا لا يعني فقط الشكر باللسان، بل بالاعتراف بقلبه أن ما لديه هو من فضل الله، وبالالتزام بالأعمال الصالحة التي تعكس امتنانه.
  • الاستعفاف: “فليستعفف” تعني أن يترفع العبد عن مدّ يده للآخرين أو الاعتماد على ما عند الناس، بل يستعفّ ويكتفي بما قسمه الله له. الاستعفاف هنا يرتبط بالكبرياء الشخصي والعزة، بأن لا ينظر إلى ما عند الآخرين ولا يسعى للحصول عليه بالطرق غير المشروعة أو بالإلحاح والتوسل.
  • الاعتماد على الله والتوكل عليه: هذه العبارة تدعو إلى الثقة بأن الله سيواصل توفير الكفاية وأن الإنسان ليس بحاجة للتكالب على الدنيا والسعي بطرق غير أخلاقية أو محرّمة لجمع المال أو السلطة.
  • تجنب الطمع والمظاهر الزائفة: هذا القول يحثّ العبد على أن يتجنب الطمع وأن يقتنع بما رزقه الله، وألا يتظاهر بالفقر أو الحاجة ليحصل على عطف الآخرين أو مساعدتهم، كما يحدث في بعض مظاهر التسول المتنكرة، حيث يستغل البعض عواطف الناس بغرض الكسب دون حاجة حقيقية.
  • القناعة وراحة النفس: القناعة تُعتبر من أهم ما يجلب السكينة للنفس؛ فالعبد الذي يكتفي بما قسمه الله له ويستعفف عن طلب المزيد مما في أيدي الناس، يعيش في رضا وراحة نفسية، بعيداً عن مشاعر الحسد أو الغيرة، هذه القناعة تساعده على مواجهة تحديات الحياة دون شعور بالعجز أو النقص.
  • التحرر من عبودية المال والشهوات: الإنسان المستعفّ يعيش حراً من الضغوط التي تفرضها عليه الشهوات المادية أو الدنيوية، ولا يجعل المال أو الحاجات المادية محور حياته. وهذا التحرر يجعله متمتعاً بكرامته ورفعة نفسه، متجنباً الاستجداء والاعتماد على الآخرين، فينعم بإحساس الحرية الداخلية.
  • العمل والأخذ بالأسباب: الاستعفاف لا يعني الركون إلى الكسل أو الاتكال، بل يعني أن يسعى الإنسان في رزقه بجدّ واجتهاد معتمدًا على الله ومؤمناً بأن الرزق بيده سبحانه، لذلك، يحرص المسلم على العمل والسعي حتى يحصل على ما يحتاجه بكرامة، دون اللجوء إلى التسول أو الاتكال غير المشروع.
  • الثقة في عطاء الله: الشخص المستعفّ لديه إيمان قوي بأن الله كفيل بأن يرزقه ويوفر له حاجاته، ويؤمن بأن الأمور جميعها بيد الله، وأنه يجب أن يرضى بما يرزقه الله ويستغني عن طلب عون الآخرين، وبهذا يتحقق له السكينة والاطمئنان.
  • التوازن بين الدنيا والآخرة: العبارة تعكس أهمية التوازن بين السعي في أمور الدنيا والإعداد للآخرة، فهي دعوة للتركيز على النواحي الروحية والقيم الأخلاقية وعدم الانشغال الزائد بهموم الدنيا، من يسعى إلى كسب الآخرة أكثر من الدنيا سيجد راحة داخلية، لأنه يعلم أن ما يأتيه من الدنيا كافٍ له، بينما يسعى إلى ما ينفعه في الدار الآخرة.
خلاصة القول ، هذه العبارة تقدم دعوة للتوكل على الله والاعتماد عليه في كفاية أمور الدنيا، مع الاستعفاف عن مسألة الناس، والتحلي بالقناعة والشكر والرضا بما قسمه الله، وبهذا يجد العبد الراحة النفسية والرضا الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى