اخبار منوعة

السلطات المغربية تحاصر “الوسيط السياسي”… وتدخل معركة تنظيف السياسة قبل معركة الصناديق

برشيد : ذا عمرو العرباوي/ مدير النشر

المغرب اليوم ، لم يعد الصمت ممكنًا أمام فساد الذمم وتشويه المعنى النبيل للسياسة، فالدولة اليوم ترفع شعارًا واضحًا: تطهير الحقل السياسي من كل الوسائط المريضة قبل أن تلوث الانتخابات المقبلة. هذه ليست مجرد خطوة إجرائية، بل إعلان صريح من اعلى سلطة في البلاد ، انها ارادة نابعة من روح الشعب متجسدة في بيعة عاهلنا المفدى محمد السادس حفظه الله ورعاه العزم عن نهاية زمن العبث الذي جعل السياسة في نظر كثير من المواطنين مجرد لعبة مصالح وأصوات تُشترى وتُباع.

الوسيط السياسي، ذاك الكائن الذي يتحرك في الظل بين الأحزاب والناخبين، لم يكن يومًا فاعلًا سياسيًا بالمعنى الشريف للكلمة، هو تاجر نفوذ، وموزع وعود، وسمسار مواقع، يبيع ما لا يملك، ويقبض ثمنًا من الوطن قبل أن يقبضه من الزبون، وجوده شوّه صورة العمل الحزبي والسياسي ، وفتح الباب أمام عزوف شعبي خطير، حتى صارت صناديق الاقتراع أحيانًا مجرد مسرح بلا جمهور.

قرار الدولة بمواجهة هذه الظاهرة يحمل رسائل متعددة: لا حصانة لمن يعبث بالانتخابات، ولا مكان للمتلاعبين بمصائر الناس تحت غطاء حزبي أو انتخابي، الرقابة ستشتد اكثر بلا هوادة ، والقوانين ستُفعل، وتمويل الحملات سيكون تحت المجهر، الأسماء التي اعتادت الركوب على موجة الوساطة السياسية ستُقصى، والفرصة ستُمنح لوجوه جديدة قادرة على أن تحمل صوت المواطن لا ثمنه.

التحدي اليوم أمام الأحزاب أكبر من أي وقت مضى: إما أن تنخرط في معركة تنظيف بيتها الداخلي وتجديد نخبها، أو أن تجد نفسها خارج المشهد السياسي ، في زمن لم يعد يتسع لمن يريد أن يمارس السياسة كصفقة تجارية.

مخرحات هذا المقال ، انها بداية نهاية لكل عشق ممنوع لدى الوسيط السياسي، هذه ليست حملة موسمية، بل معركة استعادة شرف السياسة في المغرب التي ضاعت نتيجة عبث سياسي متعمد ، إذا نجحت، فقد تدخل البلاد مرحلة جديدة، حيث يصبح البرلمان ساحة للأفكار لا سوقًا للمساومات، وحيث يستعيد المواطن ثقته في أن صوته ليس للبيع، بل هو حجر الأساس في بناء مستقبل وطننا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى