اخبار منوعة

حين يردّ العنف على العنف تضيع الحقوق

ذا عمرو العرباوي/ مدير النشر

لا الهراوات تعطي الحق، ولا التكسير يزرع الكرامة، ما يحدث اليوم في شوارع المغرب ليس سوى معركة خاسرة، طرفاها الدولة وشبابها، وخاسرها الأكبر هو الوطن نفسه.

جيل “زد” خرج يطالب بما لا يختلف عليه أحد: مدرسة حقيقية، مستشفى يعالج بكرامة، شغل يحفظ من البطالة، وعدالة لا تميّز بين ابن هذا وذاك، إنها حقوق وليست امتيازات، لكن الدولة ردّت بالقوة، والشباب ردّ بالغضب، فغابت لغة العقل وحضرت لغة الشارع.

لكن، فلنواجه الحقيقة: الحقوق لا تُنتزع بالحجارة، ولا تُمنح بالهراوات.
العنف لا يولّد إلا جروحًا جديدة، والتخريب لا يُسقط الفساد بل يسقط أحلام البسطاء الذين يجدون أنفسهم بلا حافلة تقلّهم، ولا رصيف يمشون عليه، ولا واجهة متجر تحمي قوت يومهم.

الأزمة أعمق من مجرد احتجاج، إنها أزمة ثقة بين المواطن والدولة، أزمة مؤسسات غابت عن أدوارها، وأحزاب فقدت مصداقيتها، وشباب لم يجد أمامه إلا الشارع ليُسمع صوته.

الخلاصة ، هي أن الحل ليس في المزيد من القوة ولا في المزيد من التخريب، بل في حوار وطني صريح وشجاع يعترف بالمشاكل الحقيقية، ويصوغ إصلاحات ملموسة تعيد الأمل، فالدولة القوية ليست التي تقمع، والمجتمع الناضج ليس الذي يخرّب، بل الذي يحوّل الغضب إلى مشروع، والاحتجاج إلى بناء.

اليوم، بين عنف الدولة وعنف الشارع، تضيع الحقوق، وغدًا، إن لم نغيّر المسار، قد يضيع الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى