المغرب يقود أفريقيا إلى العالمية :

عمرو العرباوي : مدير النشر
يشهد المغرب في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس، حفظه الله، تحولًا استراتيجيًا جعله أحد القوى الصاعدة في إفريقيا، مؤهلًا للعب دور عالمي مؤثر، هذا التغيير لم يكن صدفة، بل هو نتيجة لرؤية مستقبلية دقيقة، تعتمد على الإصلاحات العميقة، والتحديث الاقتصادي، والدبلوماسية النشطة، والاستثمارات الاستراتيجية.
فهذا التألق يمكن استنتاجه من خلال المحاور التالية:
أولا : القيادة الرشيدة ورؤية 2030 وما بعدها،
فمنذ اعتلائه العرش عام 1999، تبنى الملك محمد السادس رؤية إصلاحية تستشرف المستقبل، حيث ركز على تحديث الاقتصاد، تعزيز التنمية البشرية، وتكريس مكانة المغرب كفاعل دولي، وهذه الرؤية تتجلى في:
-المشاريع الكبرى مثل ميناء طنجة المتوسط، والطاقات المتجددة، والبنية التحتية المتطورة.
-نهج تنموي شامل يوازن بين التقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
-الاستثمار في الرأسمال البشري عبر إصلاح التعليم، وتشجيع البحث العلمي والتكنولوجي.
ثانيا : الاقتصاد المغربي: قاطرة للنمو في إفريقيا،
حيث أصبح المغرب قوة اقتصادية صاعدة بفضل سياسات اقتصادية ناجحة جعلته مركزًا ماليًا ولوجستيًا في القارة، ويتجلى ذلك في:
-الصناعة المتقدمة: تطور قطاع السيارات (بوجود مصانع مثل “رونو” و”بيجو”) والطيران، مما جعل المغرب منصة تصنيع إفريقية.
-الطاقات المتجددة: محطة نور للطاقة الشمسية في ورزازات، الأكبر في العالم، تعكس ريادة المغرب في التحول الطاقي.
-البنية التحتية الحديثة: مثل القطار فائق السرعة “البراق”، والموانئ الذكية، والمطارات الدولية.
-القطاع المالي: تحول الدار البيضاء إلى مركز مالي إفريقي عبر “القطب المالي للدار البيضاء” (CFC).
ثالثا : دبلوماسية فعالة ونهج التعاون جنوب-جنوب،
حيث أعاد المغرب صياغة موقعه في إفريقيا والعالم بفضل دبلوماسية قوية تقوم على التعاون بدل التبعية، ومن أبرز مظاهر ذلك:
-عودة المغرب للاتحاد الإفريقي (2017) وتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول الإفريقية.
-الاستثمارات المغربية في إفريقيا، حيث أصبحت الشركات المغربية رائدة في قطاعات البنوك، الاتصالات، والتأمين.
-الدور الجيوسياسي، حيث أصبح المغرب وسيطًا موثوقًا في قضايا دولية مثل الهجرة، الأمن، والتنمية المستدامة.
-الاتفاقيات الاستراتيجية مع دول مثل الصين، روسيا، والولايات المتحدة، مما عزز مكانته كجسر بين إفريقيا والعالم.
رابعا: الاستقرار السياسي والأمني: عامل جذب عالمي،
-المغرب يتميز بأمنه واستقراره السياسي في منطقة تعرف تحديات كبرى، مما جعله وجهة استثمارية مفضلة.
-تبنى استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب والتطرف، ما عزز مكانته كشريك دولي في الأمن الإقليمي.
خامسا : الطموح نحو العالمية: مشاريع استراتيجية ضخمة،
-مشروع خط الغاز نيجيريا-المغرب، الذي يربط إفريقيا بأوروبا ويعزز الأمن الطاقي.
-تنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، مما سيجعل المغرب مركزًا رياضيًا عالميًا.
-تعزيز صناعة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لجعل المغرب قاعدة للابتكار في إفريقيا.
مخرجات هذا المقال ، فبضل الرؤية المستقبلية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، حفظه الله، وضعت المغرب على خارطة القوى الصاعدة عالميًا، من خلال الاقتصاد القوي، والدبلوماسية الحكيمة والناعمة والمشاريع الاستراتيجية، والبنية التحتية المتطورة، والاستقرار السياسي، حيث أصبح المغرب ليس فقط بوابة إفريقيا إلى العالم، بل أيضًا قوة إقليمية ودولية صاعدة موثوق بها.