ما موقع الاستجابة الامنية من المواطن بين تكريس احترام حقوق الانسان وواجب إدراك الوعي بأهمية التبليغ عن الفعل الاجرامي :

عمرو العرباوي – مدير النشر

ارتأيت اليوم تسليط الضوء على موضوع هام وحساس ، نظرا لكونه لا يحظى بدعم ومتابعة ومواكبة اعلامية كبيرة
بالرغم من دوره المحوري والوطني في حماية المواطنين و امنهم العام والخاص و سلامة حياتهم وممتلكاتهم العامة والخاصة، وكذلك لما يتم تحقيقه من نجاح لافت و مستمر للاجهزة الامنية و على رأسها المسؤول الاول السيد المدير العام للامن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني في الكشف المسبق للمخططات الارهابية وظبط الارهابيين لتجنيب بلادنا بذلك هول ماكانوا مقبلين عليه، و لا ننسا دور هذه الاجهزة الامنية الوطنية في مد العديد من الدول بخبرتها المتميزة في مكافحة الاعمال الارهابية و التخريبية و هو ما اكسبها شهرة عالمية يحتدى بها بين الدول العظمى كالولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال لا الحصر.
على العموم فهو موضوع يعنى بكل شيء اسمه الامن والامان .
فبعد هذه التوطئة المختصرة ، سنتناول موضوعنا على الشكل التالي:

•  مامعنى الامن والامان القومي للبلد 

يشير مصطلح الأمن القومي إلى حماية الدولة ومواطنيها من التهديدات الداخلية والخارجية، سواء كانت هذه التهديدات عسكرية أو غير عسكرية. ويتضمن مفهوم الأمن القومي أيضاً الحفاظ على سيادة الدولة، وضمان استقلالها واستقرارها وازدهارها.

أما المفهوم المرتبط بالأمان القومي، فيشير إلى إنشاء بيئة آمنة ومستقرة للمواطنين، حيث يشعرون بالراحة والطمأنينة ويمكنهم ممارسة حياتهم بحرية وأمان، دون خوف من العنف أو الجريمة أو الاضطرابات الاجتماعية.

يعتبر الأمن والأمان القوميان أمرين حيويين لأي دولة، حيث يساهمان في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ويمثلان أساس الثقة بين الحكومة والشعب. ومن خلال تحقيق الأمن والأمان القوميين، يتمكن البلد من تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، وتعزيز مكانتها في المجتمع الدولي.

• ماموقع المواطن داخل المنظومة الامنية

لا يعني ذلك بالضرورة أن موقع المواطن داخل المنظومة الأمنية يمثل موقع حياته أو أمواله بالضرورة. ومع ذلك، فإن موقع المواطن داخل المنظومة الأمنية يمكن أن يؤثر على حماية حياته وأمواله.

فمثلاً، إذا كان المواطن يعيش في منطقة يعتبر فيها الجريمة شائعة، فإن وجوده داخل المنظومة الأمنية يمكن أن يوفر له مستوى إضافي من الحماية والأمان. كذلك، إذا كان المواطن يمتلك ممتلكات باهظة الثمن، فإن وجوده داخل المنظومة الأمنية يمكن أن يعزز حماية ممتلكاته ويقلل من فرص السرقة أو الاعتداء عليها.

بشكل عام، يمكن اعتبار موقع المواطن داخل المنظومة الأمنية عاملاً مهماً في تأمين حياته وأمواله، لكن هناك عوامل أخرى يجب أيضاً مراعاتها مثل الثقافة الأمنية والتوعية بالمخاطر واتخاذ التدابير اللازمة لتقليل هذه المخاطر.

• مامعنى الثقافة الامنية و التوعية بالمخاطر

الثقافة الأمنية تعني الوعي والمعرفة بالمخاطر الأمنية والتحديات التي تواجهها المجتمع، والتدابير والإجراءات الواجب اتخاذها للوقاية من هذه المخاطر. وتعتمد الثقافة الأمنية على تعزيز الوعي والمعرفة الشاملة لكل فرد في المجتمع، بغرض تعزيز السلامة العامة وحماية الممتلكات والأصول.

أما التوعية بالمخاطر، فهي عبارة عن عملية توجيه الأفراد وتعريفهم بالمخاطر الأمنية المحتملة، سواء كانت طبيعية أو إنسانية أو تكنولوجية، وذلك بهدف تحسين قدراتهم على التعامل مع هذه المخاطر والوقاية منها. وتشمل التوعية بالمخاطر مثلاً توعية الأفراد بأهمية استخدام الأدوات والمعدات الواقية، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الممتلكات الشخصية والعامة.

بالنسبة للمواطن داخل البلد، فإن اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل المخاطر يتطلب منه تعزيز الثقافة الأمنية والتوعية بالمخاطر المحتملة في مجتمعه. ويشمل ذلك اتباع إجراءات السلامة العامة مثل التقيد بالإجراءات الأمنية المعمول بها في المناطق العامة والتعاون مع الجهات الأمنية في الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو مخالف للقانون. كما يجب على المواطن اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية ممتلكاته الشخصية، مثل وضع أنظمة أمنية في منازلهم ومحلاتهم التجارية، واستخدام الأدوات الواقية المناسبة للحفاظ على سلامتهم الشخصية

• هل المواطن مدرك لعمل الاجهزة الامنية

هذا يعتمد على مضمون الثقافة و محتوى التعليم الذي يحصل عليه المواطن في بلده ومجتمعه. في بعض البلدان، يتم توعية المواطنين بأهمية التبليغ عن الأنشطة المشبوهة أو الجرائم المحتملة ويتم تدريبهم على كيفية التعامل مع الجهات الأمنية. وفي بعض الأحيان، يتم إجبار المواطنين على الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة والجرائم.

ومع ذلك، قد يكون هناك بعض المواطنين الذين لا يعرفون كيفية التبليغ عن الجرائم أو الأنشطة المشبوهة، وقد يخشون من الإبلاغ عنها بسبب الخوف من الانتقام أو العقاب. ولذلك، من المهم أن تعمل الحكومات والجهات الأمنية على توعية المواطنين بأهمية التبليغ وتعزيز الثقة بينهم وبين الجهات الأمنية، وتوفير الحماية والحفاظ على خصوصية المبلغين في نفس الوقت

• كيف يمكن للاجهزة الامنية اشراك المواطن والتعريف بعملهم

يمكن للأجهزة الأمنية داخل البلد تعزيز التعاون والثقة بينها وبين المواطنين عن طريق الإجراءات التالية:

1- تعزيز الوعي الأمني: يجب على الأجهزة الأمنية التواصل بشكل فعال مع المواطنين لتعزيز الوعي الأمني وتعريفهم بأهمية الحفاظ على الأمن والسلامة العامة.

2- تنظيم حملات توعية: يمكن للأجهزة الأمنية تنظيم حملات توعية عامة عن طريق وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية للتحدث عن القضايا الأمنية وأهمية التبليغ عن أي نشاط مشبوه.

3- تقديم الدعم اللازم: يجب على الأجهزة الأمنية توفير الدعم اللازم للمواطنين، مثل إقامة برامج لتعليم السلامة في المنزل والعمل، وتوفير النصح والارشادات بشأن السلامة الشخصية وكيفية تفادي الأخطار.

4- إنشاء نظام تبليغ: يمكن إنشاء نظام تبليغ يمكن من خلاله للمواطنين الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو مخالفة ترونها، وتوفير قنوات لتقديم التبليغات بشكل مجهول.

5- الاستجابة الفعالة: يجب على الأجهزة الأمنية الاستجابة بسرعة وفعالية لأي تقارير أو بلاغات تتعلق بالأمن العام، وإجراء التحقيقات اللازمة واتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب.

بتوظيف هذه الإجراءات وغيرها، يمكن للأجهزة الأمنية داخل البلد تعزيز التعاون والثقة بينها وبين المواطنين، وتشجيع المواطنين على المساهمة في حماية بلدهم والحفاظ

• هل تعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية يدخل في نطاق الواجب واحب

تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية يعد من الواجبات الوطنية والإنسانية، ويساهم في حفظ الأمن والاستقرار في المجتمع والحفاظ على حقوق الجميع. يتضمن ذلك الإبلاغ عن أي نشاط يثير الشكوك أو يشكل خطرًا على الأمن العام، وتقديم أي معلومات تساعد الأجهزة الأمنية في إنجاز مهامها بكفاءة وفاعلية.

يمكن النظر إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية كواجب واحب لأنه يعد جزءًا من المسؤولية الاجتماعية للفرد في المجتمع. بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، يمكن للمواطنين أن يلعبوا دورًا فاعلاً في الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته. ومن خلال هذا الدور، يساهم المواطنون في بناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا، وبالتالي يستفيدون من الحماية والأمان والاستقرار الذي يوفره ذلك.

• هل عدم تعاون المواطن مع الاجهزة الامنية يعتبر خيانة

يجب أن يكون لدى المواطن حق التعبير عن آرائه ومعتقداته والحرية الشخصية. ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار أن عدم التعاون مع الأجهزة الأمنية ليس بالضرورة يعد خيانة وفقًا للقانون، إلا إذا كان القانون يلزم المواطن بالتعاون مع السلطات الأمنية أو في حالة إذا كان المواطن يعلم بأن شخصًا آخر يخطط لارتكاب جريمة إرهابية ويتواطأ معه دون الإبلاغ عنه.

في الوقت نفسه، فإن التعاون مع الأجهزة الأمنية يمكن أن يكون مفيدًا في حماية المجتمع ومنع الجرائم الإرهابية وحماية الأفراد. وبالتالي، فإن التعاون المناسب يجب أن يستند إلى الإيمان بالقانون والمسؤولية الاجتماعية للمواطن.

بشكل عام، فإن الاستجابة الأمنية والمجتمعية يجب أن تتم بطريقة توازنية تحقق الحماية والأمان للجميع دون إخلال بالحريات الشخصية أو المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.

• هل الاستجابة الامنية تتعارض مع المبادئ الاساسية لحقوق الانسان والحريات الشخصية

لا يجب أن تتعارض الاستجابة الأمنية مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان أو الحريات الشخصية، إذ يمكن وجود توازن بين الحفاظ على الأمن الوطني وحماية حقوق الإنسان والحريات الشخصية.

يجب أن يكون لدى الأجهزة الأمنية سلطاتها وأدواتها الضرورية لحماية المجتمع، ولكن يجب أن يتم ذلك في إطار يحترم القوانين والأعراف الدولية ويحمي حقوق الإنسان. يتضمن ذلك احترام حقوق الأفراد في الحياة الخاصة والحياة العائلية والحق في الخصوصية والحرية الدينية والتعبير، وغيرها من حقوق الإنسان الأساسية.

ومع ذلك، يجب أن يتم توجيه الإجراءات الأمنية بطريقة متوازنة ومتعددة الأبعاد، تحسن الأمن العام دون التأثير السلبي على حقوق الإنسان والحريات الشخصية. ويتطلب ذلك التفاهم والتعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني والإعلام وغيرها من الأطراف ذات الصلة، لتحقيق التوازن المطلوب في هذا المجال حتى يسود الامن و الامان.