اذا سقط الاحترام ضاعت الاخلاق
عمرو العرباوي – مدير الصحيفة
هناك حكمة تقول : ليس هناك داعي لأي علاقة أن تتم
فلا حب بلا احترام ..
ولا صداقة بلا احترام ..
ولا حتى قرابة بلا احترام ..
فالموضوع كبير ليس لحجمه ولكن لقيمته ، لذا ساحاول جاهدا الاقتصار على التعريف بمعنى الاحترام لغة واصطلاحا، وتحديد بعض خصائصه بين الفرد والجماعة ، واخيرا ابراز قيمته في الاسلام باقتضاب.
فكلمة احترام (اسم)، ومصدرها احترم ،
احترام الذات ؛ احترام النفس والشعور بالكرامة،
احتراما له : بدافع الاحترام ،
قليل الاحترام للاخرين : مهين ، وقح .
الاحترام اصطلاح : هو احد القيم الحميدة التي يتميز بها الانسان ، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله او يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام . فهو تقدير لقيمة ما أو لشيء ما أو لشخص ما ، وإحساس بقيمته وتميزه ، أو لنوعية الشخصية ، أو القدرة ، أو لمظهر من مظاهر نوعية الشخصية والقدرة.
فبعد التعريف بكلمة الاحترام ننتقل الى تحديد بعض مظاهره بين الفرد والجماعة ومنها :
-ان تحترم ذاتك وذات الاخرين من خلال عدم التقليل من قدرات الاشخاص و طموحاتهم وانجازهم من حولك أو من قدرات نفسك .
-ان يحترم الكبير الصغير او العكس
-ان يحترم الشخص المجالس التي يوجد بها وكذلك القائمين عليها .
-احترام الضيوف وتكريم منزلتهم.
-احترام الابناء لأولياء الامور.
-ان يتم احترام اصحاب الفضل والنعمة على الشخص في الحياة.
-احترام الناس بعضهم البعض بشأن اختلاف الرأي والمعتقد.
-احترام الناس من يحافظ على حب الوطن ووحدة اراضيه وشعبه ومقدساته .
اما قيمة الاحترام في الاسلام ، لا جرم ان الاسلام اعطى قيمة الاحترام مكانة كبيرة وجليلة جعلتها تمتد لتشمل كثيرا من العلاقات التي تربط المسلم بغيره ، بل لتشمل المجتمع والعلاقات الاجتماعية .
اذا كان المسلم مأمور باحترام المسلم ، فانه مأمور باحترام غير المسلم ، ولنا في المصطفى صلى الله عليه وسلم خير قدوة حين كتب الى هرقل قائلا بعد بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم …فلم يقلل من شأنه ولم يشتمه ولم يدعه بما يسيء اليه بل انزله المكانة التي فيها .
فاذا نظرنا الى ما حولنا وغيرنا من المجتمعات العربية والاسلامية وغير الاسلامية ،قد اجتمعت واصدرت من خلال منطمة اليونسكو مجموعة من القيم انها من المشترك بين الانسانية كلها ، وسمتها بالقيم النشيطة ، واوصت بأن تتضمنها مناهج التعليم في العالم ، وجاءت قيمة الاحترام بالمقام الاول نظرا لكونيتها المطلقة بين اوساط الشعوب .
كما اسلفنا الذكر ، فالاسلام اعطى لقيمة الاحترام اهمية كبيرة ، وربطها بتصرفات وسلوك ، ليس مجرد قيمة اخلاقية مجردة ، بل جعلها ديانة وعبودية لله يثاب الانسان عليها .
فمن خلال هذا البحث المتواضع ، يتبين ان شيوع قيمة الاحترام بين اوساط المجتمع ،و تمسك الفرد بها تجعلنا نسموا في عالم متألق ،متحضر ،ينتصر للسلم وللسلام ،حب الوطن ،وحب الخير ،وحب كل ماهو جميل في هذا الكون .