اخبار منوعة

هل كلمة السنة والعام من جنس التقابل ام الترادف

عمرو العرباوي : مدير الصحيفة

فاللغة العربية لغة غنية وعجيبة تعج بكلمات ومعاني وبكنوز معجمية ودلالية فريدة وطريفة تجعل منها لسانا متميزا وممتنعا لا تنقضي عجائبه ، بحيث لا يكاد الناطق بها او مستكشفها يلازمها ويتناولها الا سحرته تراكيبها ومعانيها وقوة البيان والتناسق بين الفاظها ومفرداتها وسعة حجمها بكل سلاسة وطلاقة .
الحقيقة انني تعمدت تناول هذا البحث وعن قصد ، نظرا لسوء الاستعمال لهذين اللفظين لدى العامة والخاصة .
ويبقى السؤال ما معنى السنة والعام ،وما الفرق بينهما وهل هما مترادفان ام متقابلان ؟
فالسنة :كلمة مفردة مؤنثة ، جمعها سنين او سنوات وتدل على الشدة ، والجدب ، والشر، والقحط ، بدليل وصف العرب للشدة بقولهم اصابت البلدة سنة .
العام : كلمة مفردة مذكرة ، جمعها اعوام ، وتدل على الرخاء والخير ،والرفاهية ، وتستخدم كلمة السنة بشكل اساسي كوحدة قياس للتعبير عن عمر الانسان ، والتاريخ ، والفترات الزمنية ، بينما تستخدم كلمة العام للاشارة الى السنوات الاستثنائية في المواضع المتعلقة بالتخصيص والترتيب ، والعام اخص من السنة ، فكل عام سنة ، وليست كل سنة عاما ، كما يرى اهل العلم ان العام لا يكون الا شتاءا او صيفا ، اما السنة فمن اي يوم عددته الى مثله.
فالعام يطلق على الدعة (الراحة والعيش الكريم)والرخاء و السنة فتطلق على الشدة والكرب والضيق ، ومن ذلك قوله تعالى “ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخدهم الطوفان وهم ظالمون “سورة العنكبوت الاية 14، فلفظ السنة يدل على السنين التي امضاها
نبي الله نوح عليه السلام في دعوة قومه ، وما كان فيها من التكذيب وإلاعراض والأذى ، ثم بيان ما كان من عذاب الله بالمكذبين ، إذ اغرقهم و أرسل عليهم الطوفان بسبب ظلمهم وكفرهم ، ثم أستعمل لفظ عام للدلالة على ما كان بعد نجاة نوح عليه السلام ومن آمن معه .
وقد كثر ذكر لفظ عام في القرآن الكريم لما يدل على أمور الخير ، كقوله -تعالى -في سورة يوسف ” ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون “، وهناك الكثير من الآيات القرانية الكريمة الدالة على اختلاف معنى اللفظين عكس ماهو شائع لدى الناس ، بحيث يستعملون كلمات والفاظ تناقض قصدهم وامالهم واحاسيسهم وتمنياتهم.
فمخرجات هذا البحث هو تصحيح المفاهيم الخاطئة في استعمال لفظ السنة والعام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى