التعبير ليس اختيار وإنما قرار
عمرو العرباوي / مدير النشر
التعبير ليس اختياراً وإنما قرار، يعكس هذا القول حقيقة أن عملية التعبير عن الأفكار والمشاعر ليست مجرد خيار يمكن تجنبه، بل هي قرار حتمي يتطلب الشجاعة والوضوح، فالإنسان يعيش وسط تفاعلات اجتماعية مستمرة، ويحتاج إلى التعبير عن نفسه بشكل واضح ومفهوم لضمان التواصل الفعّال والتفاهم مع الآخرين، علاوة على ذلك، يعتبر التعبير وسيلة لتحقيق الذات وللتعامل مع التحديات والمواقف المختلفة بفعالية، وفي النهاية، التعبير عن الذات ليس ترفاً أو أمراً يمكن تأجيله، بل هو ضرورة تفرضها الحياة الاجتماعية والنفسية للإنسان.
فالشخص الذي يختار أن يبقى صامتاً أو يختار عدم التعبير عن نفسه بشكل صحيح قد يواجه صعوبات كبيرة في العلاقات الشخصية والمهنية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء فهم، وتوترات، وحتى صراعات غير ضرورية.
إضافة إلى ذلك، يعتبر التعبير عن المشاعر والأفكار طريقة رئيسية للحفاظ على الصحة النفسية، فالكبت المستمر للمشاعر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق. على العكس، فإن القدرة على التعبير بحرية وبشكل صحي تسهم في بناء شخصية قوية ومستقرة، وتساعد الفرد على التعامل مع ضغوط الحياة بشكل أفضل.
التعبير أيضًا هو وسيلة لبناء الثقة بالنفس وتطوير المهارات الاجتماعية، عندما يعتاد الفرد على التعبير عن نفسه بوضوح، يصبح أكثر قدرة على التأثير في الآخرين والتواصل معهم بفعالية، هذا بدوره يعزز من شعوره بالرضا الشخصي ويزيد من فرص النجاح في مختلف مجالات الحياة.
في المجتمعات الحديثة، يعتبر حرية التعبير حقًا أساسيًا يجب أن يتمتع به الجميع، ولكن هذه الحرية تأتي مع مسؤولية استخدام الكلمات بعناية ووعي، لضمان أن التعبير يسهم في بناء جسور التفاهم والاحترام المتبادل، وليس في خلق النزاعات والانقسامات.
عموما ، يمكن القول أن التعبير ليس مجرد خيار يمكن اتخاذه أو تركه، بل هو قرار جوهري يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد وعلاقاته، إنه الأداة التي تتيح لنا التواصل بفاعلية، وفهم بعضنا البعض، وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي، لذلك، يجب أن يكون التعبير عن الذات قراراً واعياً ومدروساً، يُتخذ بحكمة وشجاعة.