هجرة الكوادر الطبية يهدد المنظومة الصحية بالمغرب
عمرو العرباوي – مدير النشر
هناك عدة أسباب لهجرة الأطباء في المغرب، منها البحث عن فرص مهنية أفضل وظروف عمل أكثر جاذبية في الخارج، وتأثير ذلك يظهر بنقص في الكوادر الطبية، ما يؤثر على الخدمات الصحية ويزيد الضغط على النظام الصحي المحلي.
كما يُعزى الهجرة الطبية في المغرب إلى عدة عوامل، منها الظروف الاقتصادية غير المستقرة والتحديات التي تواجه الأطباء في مجالات العمل ، بحيث يسعى البعض إلى تحسين مستوى حياتهم المهنية والشخصية، وقد يجدون في البلدان الأخرى فرصًا أكبر ورواتب أفضل.
هذا التحرك يترك أثراً سلبياً على النظام الصحي في المغرب، حيث يتسبب في نقص الأطباء والممرضين، وبالتالي يتعذر تلبية احتياجات الرعاية الصحية للمواطنين بشكل فعّال ، ويزيد هذا الضغط على المستشفيات والعيادات الطبية، ويؤثر على جودة الخدمات الطبية المقدمة.
ولمواجهة هذا التحدي، يحتاج المغرب إلى استراتيجيات شاملة تستهدف تحسين ظروف العمل والتدريب للكوادر الطبية، وتوفير حوافز لتحفيز البقاء في البلاد وخدمة المجتمع المحلي.
بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية، يلعب عدم الرضا عن البيئة العملية ونقص فرص التدريب والتخصص في المغرب دوراً هاما في هجرة الأطباء ، ويشعر الأطباء بعدم تقدير جهودهم أو تقييم غير كافٍ لمهاراتهم.
تأثير هجرة الأطباء يمتد أيضًا ليؤثر على الوصول إلى الرعاية الصحية، خاصة في المناطق النائية حيث يكون النقص في الخدمات الطبية أكثر حدة ، بحيث يصعب تلبية احتياجات المناطق الجبلية والقروية والمهمشة، مما يزيد من الفجوة الصحية.
لمواجهة هذه التحديات، يتعين على الحكومة المغربية الإسراع إلى تبني سياسات شاملة تستهدف تحسين بيئة العمل للأطباء وزيادة فرص التدريب والتخصص ، كما يجب الاستثمار في تعزيز البنية التحتية الصحية وتوجيه الجهود نحو تحسين التواصل والتفاهم بين السلطات الصحية والكوادر الطبية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز برامج التحفيز المالي والمهني حتى يساهم في جعل البقاء في المغرب أكثر جاذبية للأطباء.
هناك أيضًا حاجة إلى التركيز على تحسين ظروف الحياة الشخصية للأطباء، بما في ذلك التعليم والإسكان والخدمات العامة، لتعزيز الربط العاطفي والاجتماعي بالمجتمع.
عموما ، فالحفاظ على الكوادر الطبية وتحسين النظام الصحي يعتمد على رؤية متكاملة تتضمن جهودًا مشتركة من الحكومة، القطاع الصحي، والمجتمع في توفير بيئة مستدامة ومشجعة للأطباء في المغرب لتفادي هجرة الكوادر الطبية .