الإرادة تصنع المعجزات، من نصر منتخب الشباب إلى انتصار روح الوطن

ذا عمرو العرباوي / مدير النشر
لم تكن ليلة الأحد 19 أكتوبر 2025 مجرد مباراة في كرة القدم بين منتخب المغرب لأقل من عشرين سنة ونظيره الأرجنتيني، بل كانت لحظة تاريخية جسدت عمق الإرادة الوطنية وروح التحدي التي تسكن أبناء هذا الوطن، ففي أرض بعيدة، بدولة الشيلي، استطاع شباب المغرب أن يكتبوا فصلاً جديداً في كتاب المجد الكروي، بانتصارهم المستحق بثنائية نظيفة على أحد أقوى المنتخبات العالمية، لكن وراء هذا الإنجاز الرياضي، تكمن قصة وطن يؤمن بأن العمل الجاد، والمثابرة، والصبر، هي وحدها مفاتيح النجاح وصناعة المعجزات.
فالنجاح لا يولد صدفة، ولا يتحقق بالمصادفة، بل هو ثمرة رؤية وإرادة، هذا ما أكده هؤلاء الشباب الذين حملوا راية المغرب عالياً، فكانوا خير سفراء للوطن، لقد جسدوا في أدائهم روح الجدية والانضباط والالتزام، تلك القيم التي باتت جزءاً من الثقافة الرياضية المغربية الحديثة، فكل تمريرة، وكل هدف، كان رسالة تقول: “نحن قادرون.
لا يمكن الحديث عن الإنجازات الرياضية دون التوقف عند الرعاية الملكية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه للرياضة والرياضيين، فمنذ اعتلائه العرش، جعل من الرياضة رافعة للتنمية البشرية، ومجالاً لتفجير الطاقات الشابة، ومظهراً من مظاهر الوحدة الوطنية.
الملك، بصفته الرياضي الأول، لم يكن داعماً من بعيد، بل ملهماً وموجهاً، يؤمن بقدرة الشباب المغربي على تحقيق المعجزات إذا أُتيحت له الفرصة وأُحسن التأطير.
ووراء كل إنجاز ناجح فريق يعمل في صمت. الطاقم الفني والتقني والإداري للمنتخب الوطني لأقل من عشرين سنة جسد معنى التخطيط العلمي والاحتراف المهني، حيث اجتمعت الخبرة بالانضباط، والإخلاص بالإبداع، لم تكن مباراة الأرجنتين مجرد تحدٍّ رياضي، بل كانت اختباراً لقدرة المنظومة المغربية على المنافسة على أعلى المستويات العالمية.
هل نحن قادرون على تحقيق المعجزات؟
الجواب هو: نعم، وبكل ثقة. فالمغرب اليوم لم يعد ذاك البلد الذي يفرح بالإنجازات العابرة، بل أصبح يصنعها بإصرار ووعي وإيمان، ما تحقق في الشيلي ليس سوى بداية مسار طويل، يمكن أن يمتد إلى مجالات أوسع من الرياضة: في الاقتصاد، والبحث العلمي، والثقافة، والتنمية الاجتماعية.
عندما تتوفر الإرادة والعزيمة، ويُترجم حب الوطن إلى عمل وإنتاج وإبداع، تتحول الأحلام إلى واقع، والمعجزات إلى إنجازات.
مخرجات هذا المقال ، إن الفوز على الأرجنتين هو أكثر من نتيجة رياضية؛ إنه انتصار للقيم المغربية الأصيلة: روح الجماعة، التضامن، حب الوطن، والإيمان بقدرة الإنسان المغربي على تجاوز كل الصعاب.
فما حدث ليلة الأحد في الشيلي ليس سوى انعكاس لما يمكن أن يحققه المغرب في كل المجالات إذا استمر على نفس النهج: إرادة قوية، عمل جاد، وتلاحم بين القيادة والشعب، إنها رسالة أمل من جيل شاب إلى وطن عظيم:
نحن قادرون على تحقيق المعجزات، لأننا أبناء المغرب. ????????