اخبار منوعة

الجمع بين المسؤولية والمصلحة الشخصية يدخل في دائرة التنافي

عمرو العرباوي/مدير النشر

بالطبع ، يمكن أن يكون الجمع بين المسؤولية والمصلحة الشخصية في حالة تنافي، عندما يكون هناك تعارض بينهما، يعني ذلك أن ما قد يخدم مصلحة المسؤول ما قد لا يكون في مصلحة الجميع أو المجتمع بشكل عام.

على سبيل المثال، قد يواجه موظف مسؤولية عملية معينة تتطلب إتخاذ قرارات صعبة تخدم مصلحة الشركة أو المجتمع، ولكن قد يجد نفسه في موقف يجعله يفكر في مصلحته الشخصية، مثل الحصول على أرباح مالية .

في مثل هذه الحالات، يجب على المسؤول أن يوازن بين المصلحة الشخصية والمسؤولية الاجتماعية أو المهنية، كما يجب عليه أن يأخذ في الاعتبار تأثير قراراته على الآخرين وعلى المجتمع بشكل عام وأن يتخذ القرار الذي يخدم الصالح العام بشكل أفضل، حتى لو كان هذا القرار قد يكون غير مريح أو يتطلب تضحيات شخصية.

فعندما نتحدث عن التنافي بين المسؤولية والمصلحة الشخصية، نقصد الصراع الداخلي الذي يمكن أن يواجهه الفرد عندما يجد نفسه بين خيارين: الالتزام بالمسؤولية وأداء الواجبات والتزاماته المهنية أو الاهتمام بمصلحته الشخصية ورغباته الفردية.

هناك عدة سيناريوهات يمكن أن توضح هذا التنافي:

الموظف والشركة: عندما يكون موظف مسؤولًا عن مشروع مهم في الشركة، قد يجد نفسه أمام تحدي بين العمل بجد والتفاني لإنجاح المشروع وبين الرغبة في تحقيق مكاسب شخصية سريعة دون النظر إلى تأثير ذلك على الشركة وزملائه.

السياسي والمجتمع: يمكن للسياسي أن يجد نفسه في وضع يتطلب اتخاذ قرارات صعبة تخدم مصلحة المجتمع بشكل عام، مثل تمرير قوانين تحسين البيئة أو تحسين نظام التعليم، ولكنه قد يواجه ضغوطًا من جهات تدعم مصالح شخصية تنافي مع ذلك.

الأخلاقي والفرد: في حالات أخرى، قد يجد المسؤول نفسه أمام خيارات تتعارض مع قيمه ومبادئه الأخلاقية، حيث يضطر إلى اتخاذ قرار يخالف مبادئه الشخصية لكنه يخدم مصلحته المالية أو الشخصية.

العواقب الاجتماعية والأخلاقية: عندما تتنافى المصلحة الشخصية مع المسؤولية، يمكن أن تكون العواقب وخيمة على المستوى الاجتماعي والأخلاقي، فالقرارات التي تتخذ بناءً على المصلحة الشخصية قد تؤدي إلى فقدان ثقة الآخرين في الفرد وتقليل مصداقيته وسمعته.

التوازن بين الاهتمام الذاتي والاهتمام بالآخرين: من الضروري أن يجد المسؤول التوازن المناسب بين الاهتمام بنفسه وبين الاهتمام بالآخرين وبالمجتمع، فالتفكير فقط في المصلحة الشخصية دون النظر إلى الآثار الاجتماعية لقراراته قد يؤدي إلى انعدام التوازن والتصادم مع قيم المجتمع.

التطوير الشخصي والمهني: تحقيق التوازن بين المصلحة الشخصية والمسؤولية يمكن أن يكون فرصة للفرد للنمو والتطور شخصيًا ومهنيًا، عندما يتخذ الفرد القرارات الصائبة التي تخدم المصلحة العامة، فإنه يظهر قدراته القيادية والأخلاقية ويبني سمعته كشخص مسؤول وملتزم.

بناء الثقة والعلاقات الإيجابية: عندما يتخذ المسؤول قرارات مبنية على المسؤولية والنزاهة، فإنه يعزز الثقة فيه من قبل الآخرين، هذا يساهم في بناء علاقات إيجابية في المجتمع والعمل، وبالتالي يفتح الأبواب لفرص جديدة وتعاون مستقبلي.

تحقيق الرضا الذاتي: عندما يعمل المسؤول وفقًا لقيمه ومبادئه، فإنه يشعر بالرضا الذاتي والاحترام الذاتي، إذا كان الفرد يعمل بالتوافق مع ما يؤمن به، فإن ذلك يساعده على بناء شعور قوي بالانتماء والتفاعل الإيجابي مع العالم من حوله.

المساهمة في تحقيق الأهداف العامة: بالتزامن مع تحقيق المصلحة الشخصية، يمكن للمسؤول أن يساهم في تحقيق الأهداف العامة والمجتمعية، عندما يضع الفرد مصلحة المجتمع في الاعتبار ويتخذ قرارات مبنية على ذلك، يسهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وازدهارًا.

مخرجات هذا المقال ، في غالب الأحوال لا يمكن تحقيق التوازن بين المسؤولية والمصلحة الشخصية مما يؤدي إلى نتائج سلبية على المستوى الشخصي والمهني والاجتماعي، وبالتالي المساهة في بناء مجتمعات غير مستقرة واقتصاد هش ، وينتج عن ذلك تعطيل مسيرة التنمية المستدامة ، وفي المقابل يتم تشجيع مسيرة الريع بمفهومه الواسع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى