اخبار منوعة
مدى قدرة الاحزاب السياسية المغربية على جذب الشباب عبر توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي

عمرو العرباوي – مدير النشر
كلما اقترب موعد الموسم السياسي زادت حدة الجدل والتوتر والتجاذب والمقارعة وكشف الفضائح والمستور بين الفرقاء السياسيين بغية جذب وجلب الكثير من الجمهور خصوصا الشريحة العمرية العريضة وهي فئة الشباب ، هذه الأخيرة التي اصبحت تشمئز من السياسيين والحياة السياسية ، وبالتالي انعدمت ثقتهم في كل ماهو ذا طابع سياسي ، السؤال الذي يطرح نفسه هل الاحزاب السياسية اليوم قادرة على جذب الشباب المغربي عبر توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي وكيف ؟
فقدرة الأحزاب السياسية المغربية على جذب الشباب عبر توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي تعتمد على عدة عوامل، منها مدى فهمها للتكنولوجيا، ورغبتها في تحديث استراتيجياتها، ومدى تفاعل الشباب مع الفضاء الرقمي.
لتفسير هذه الرؤية ينبغي اتباع نظام متكامل ودقيق لتحقيق الهدف كمايلي :
أولا : تحليل توجهات الشباب: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي لفهم اهتمامات الشباب وقضاياهم المحورية.
ثانيا : تخصيص الرسائل السياسية: عبر استخدام تقنيات تحليل البيانات، يمكن تصميم خطابات وحملات موجهة خصيصًا لفئات عمرية معينة خصوصا الشباب .
ثالثا : الردود الآلية والتفاعل السريع: يمكن للروبوتات الذكية (Chatbots) تحسين التفاعل مع الشباب عبر الرد الفوري على استفساراتهم وتطلعاتهم .
رابعا : خلق محتوى جذاب: الذكاء الاصطناعي يساعد في إنتاج فيديوهات، صور، ومقالات تلقائياً بما يتناسب مع لغة الشباب.
خامسا: التنبؤ باتجاهات التصويت: عبر تحليل بيانات الانتخابات السابقة وسلوك الشباب، يمكن للأحزاب توقع مواقفهم السياسية وتكييف استراتيجياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر برامج انتخابية جديدة واقعية لخلق مناخ ديمقراطي وثقة أكبر .
ماهي التحديات التي تواجه الأحزاب في تحقيق ذلك ؟
أولا : ضعف الثقافة الرقمية داخل الأحزاب: لا تزال العديد من الأحزاب تعتمد على الطرق التقليدية في التواصل.
ثانيا : غياب البنية التحتية الرقمية: بعض الأحزاب تفتقر إلى الكفاءات أو الميزانيات اللازمة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ثالثا : عدم الثقة في الأحزاب: الشباب قد لا يتفاعلون مع المحتوى السياسي حتى لو كان مدعوماً بتكنولوجيا حديثة بسبب فقدان الثقة في العمل الحزبي.
مخرجات هذا المقال، فتبعا لما سبق ذكره ، ممكن جذب الشباب للاندماج في الحياة السياسية من قبل الاحزاب ، لكن الأمر يقتضي منها تحديث آليات عملها، وتبني استراتيجيات تواصل رقمية مبتكرة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تقديم خطاب سياسي قريب من اهتمامات الشباب، اظافة إلى جلب كوادر بشرية متخصصة ومتمكنة من تقنية الذكاء الاصطناعي لتوظيفها في العمل السياسي للانفتاح على فئة الشباب، أما إذا استمرت في الاعتماد على الطرق التقليدية، فستجد صعوبة في جذب هذه الفئة.