عمرو العرباوي – مدير النشر
قبل الحديث عن مفهوم الستر وقيمته المجتمعية ، ينبغي اولا تحديد مفهوم كلمة لغة واصطلاحا ، ثانيا تحديد مدلوله من الناحية المجتمعية والدينية ، ثالتا بيان فوائده .
لغة فالستر : يعني الإخفاء والإضمار ، وضده : الإظهار والإبراز والكشف ، .وأصله : التغطية ومن معانيه أيضا: الكتمان ، والحجب .
واصطلاحا : عبارة “الستر” تشير إلى حماية الخصوصية والحفاظ على العورات والقيم في المجتمع ، وتُعتبر قيمة مهمة في العديد من الثقافات، حيث يُشجع على الحياء وعدم الكشف عن أمور خاصة.
ويُظهر الستر احترامًا للآخرين ويسهم في بناء مجتمع قائم على الأخلاق والقيم ، كما يمثل مفهومًا أوسع يشمل حماية العورة الجسدية والعاطفية وحتى الاحتفاظ بالأمور الشخصية بسرية.
في سياق المجتمع، يُعزى الستر إلى الحفاظ على حقوق الفرد والعائلة وضمان الاحترام المتبادل. يساهم الستر في بناء جو من الثقة والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع.
ومن فوائد الستر أيضًا تعزيز الاستقرار الاجتماعي والتفاعل الإيجابي بين الأفراد. تبعا وفي نفس السياق ، يمكن أن يقوي الستر أواصر العائلة ويُساهم في الحفاظ على السلم الاجتماعي ، كما يُعتبر الستر مظهرًا من مظاهر الأخلاق والتقاليد الثقافية، حيث يتمنى المجتمع الحفاظ على قيمه وتقاليده.
ومع ذلك، يجب أن يتزامن مفهوم الستر مع مراعاة حقوق الفرد والمساواة بين الجنسين، محققًا توازنًا بين الحفاظ على العادات والقيم وضمان حقوق الأفراد.
ومن الناحية الدينية الإسلامية، يعتبر مفهوم الستر جزءًا مهمًا من الأخلاق والتقاليد. ويشدد الإسلام على حماية العورة والتحفظ على الخصوصية ، ويُحث المسلمون على اتباع مفهوم الستر في الملبس والسلوك وحتى في العلاقات الاجتماعية.
وفي الإسلام، تُعتبر العورة جزءًا حساسًا يجب الحفاظ عليه، وقد تتنوع مفاهيم الستر وفقًا للفهم الثقافي والتقاليد المحلية، ولكن الهدف العام هو الحفاظ على النزاهة والحياء.
وتُعزى فوائد الستر في الإسلام إلى تعزيز الفضيلة والأخلاق والحفاظ على الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع.
عموما ، يعكس مفهوم الستر كقيمة مجتمعية ركنا اساسيا للتوازن بين الحقوق الفردية والمسؤوليات الاجتماعية بإعتباره مكون يروم في اتجاه تحقيق الفضيلة والاخلاق الحميدة ويحافظ على الاسرة كنواة لوحدة الوطن وضامن للاستقرار والسلم الاجتماعي.
