الولاء للوطن بين الطاعة وحرية الاختيار
عمرو العرباوي : مدير الجريدة
قبل تناول موضوع الولاء للوطن بالبحث والتحليل، لابد أولا :من اعطاء تعريف لهما ثم ثانيا : هل الولاء للوطن يندرج ضمن قاعدة الارتباط الروحي والجسدي أو هو علاقة عرضية تعطي لصاحبها حق الاختيار بين الارتباط وفك الارتباط ؟ ثالثا :ما هي بعض معالم الولاء للوطن ؟
بالنسبة التعريف بمفهوم الولاء للوطن هو تأكيد الانتماء وتعميق الارتباط بكل ما يرمز اليه الوطن من قيم ومثل عليا ومبادئ وخصوصيات ونظم وقوانين وأمجاد وأثار تاريخية وانسانية ، وهو ايضا الاخلاص في خدمة الوطن والمواطنين ، والحرص على سلامته من كل الآفات والاضرار والمخاطر المحيطة التي يمكن ان تمسه عاجلا ام اجلا وسواء كانت ماديا ومعنويا من الداخل او من الخارج .
وتبعا وفي نفس السياق فالولاء للوطن هو شعور الفرد الى الانضمام الى المجموعة ، اي انه عبارة ارتباط وجداني وجسدي متلازم و متماسك وعلاقة شخصية حسية إيجابية ، يبنيها الفرد مع اشخاص أخرين داخل الوطن ، وبالتالي تكوين علاقة قوية تربطه للوطن تصل الى حد اعلى درجة الاخلاص وهو حب الوطن والولاء له قلبًا وقالبا روحا وجسدًا، اما اذا كان من يذهب بالولاء للوطن انه هو مجرد تواجد جسدي دون روح ، فيمكن الرد عليه ان قوله مردود عليه ، ووجوده وتواجده عدم ، وفك الارتباط بمكان تواجده خير من وجوده . فللوطن قدسيته ومكانته في قلوب أبنائه ، وهذا هو حال أهل الفطرة النقية وأهل العقل الصادق .
اما معالم الولاء للوطن فهي متعددة ومتنوعة ولا يمكن الاحاطة بها نظرا لكونه تشمل كل مناحي حياة الناس نذكر منها :
-الحفاظ على المرافق العامة بعدم الاضرار بها وعدم تخريب الممتلكات العامة .
-تقديم التبرعات والاكثار من الاحسان لمن يستحقه من الفئات التي توحد في وضعية هشاشة واعاقة ..
-الاعتزاز بعلم الوطن ومؤسساته الوطنية.
-الانتصار للثوابت الوطنية وحرمة الوطن مناصرة قضاياه والدفاع عن وحدة اراضيه .
-التفاني والاخلاص في تحقيق الاهداف المرجوة و الاستمرار في اظهار هذا التفاني والاخلاص من أجل أمةً مغربية قوية أكثر توحدا .