موقع مطلب الدعم المخصص للمحروقات بين المشروعية والريع المقنع:
برشيد: عمرو العرباوي/ مدير الصحيفة
من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية الغريبة التي أصبحت تتداولها بعض فعاليات المجتمع المدني، بل واضحت تثير ضجة اعلامية كبيرة ، خصوصا بعد مرحلة التعافي من الجائحة (فيروس كرونا )، وبروز ازمة اقتصادية عالمية نتيجة الغزو الروسي لاوكرانيا الذي تسبب في ارتفاع قياسي لاسعار المحروقات والمواد الاولية والنقل الدولي ، مما كان الاثر السلبي على الاقتصاد الوطني بكل تجلياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، لكن حنكة القيادة المولوية للعاهل محمد السادس حفظه الله وعفاه كانت دائما في اطار نهج سياسة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الاستراتجية التي تصب في انجاح المشروع التنموي الشامل، عبر دعم القطاعات الانتاجية والخدمية المختلفة لجعلها قادرة على الاستمرار في اداء دورها الاقتصادي والاجتماعي دون تصدع ولا توقف ومنها قطاع النقل، حيث اعتمدت السلطات العمومية خيار استراتيجي وهي آلية الدعم، الهدف منها الحد من توجه الناقل المغربي إلى رفع تسعرة النقل وما سيواكبها من اثار سلبية على الدخل الفردي الهش، وإن كان البعض يشكك في هذا الخيار بإعتباره ريع لكن الضرورات تبيح المحظورات والعبرة بالخواتم ، و التقييم الاستباقي لأي مشروع يقتضي توخي الحذر ومراعاة ظروف الزمان و المكان .
اعتقد ان واقع الامر احيانا لا يسعف صاحبه في اتخاذ قرار في الوقت والمكان الغير المناسب .
فقيام نقابة اتحاد النقابات المهنية بالمغرب اتخاذ قرار الاعتصام واحتلال ملك عمومي لمدة اكثر من اسبوعين بواسطة ركون عشرات الجرارات بالشارع الرئيسي لمدينة برشيد، بهدف المطالبة بالدعم المخصص للمحروقات .
لقد قمنا بإجراء بحث ميداني لمعرفة طبيعة عمل مهنيي هذا القطاع من حيث واجباتهم والتزاماتهم اتجاه كل الجهات المرتبطة بهم، بعد استفسار و أخد رأي العديد من المهنيين العاملين بهذا المجال:
فعملية الحرث فهي نوعين:
أولا : الحرث العادي أو ما يسمى بكوفير، فثمن حرث ألة الجرار للهكتار الواحد هو: 350درهم، بحيث يستهلك الجرار 7لتر من الكزوال وقيمتها 100درهم حسب تسعيرة الكزوال (15درهم ) او 90درهم حسب تسعيرة (14درهم حاليا )، ويبقى الربح الصافي هو 250 او 260 درهم لكل هكتار مع العلم أن مدة حرث الهكتار الواحد تتطلب ساعة عمل واحدة.
ثانيا :الحرث غير العادي مع استعمال محراث (سبلو )، فثمنه هو 500درهم للهكتار الواحد، يستهلك الجرار في مثل هذه الحالة مابين 11 و 13لتر كزوال والتي تكلف 200 حتى 250 درهم حسب ثمن الكزوال (15 أو 14 درهم للتر الواحد ) ويبقى صافي الربح هو مابين 300 أو 200 درهم الهكتار الواحد ، مع العلم أن صاحب الجرار يشتغل مابين 8 ساعات و10 ساعات عمل في اليوم ، وبالتالي يتراوح الربح المحصل عليه خلال هذه عملية الحرث بالنسبة للاولى اي حرث كوفير مابين :
1- 8ساعات عمل ربح صافي قيمته 2080درهم .
-10ساعات عمل ربح صافي قيمته 2800درهم .
-العملية الثانية بالنسبة حرث سبلو :
8-2 ساعات عمل صافي الربح هو 2800درهم .
-10ساعات عمل صافي الربح هو 3000درهم .
هذا من حيث عملية الحرث وما تكلفه من مصاريف وارباح .
اما من حيث تكلفة التأمين السنوي بالنسبة للجرار فهي محددة في 1050درهم، اما اذا تجاوزت مدة التأمين 5سنوات فتصبح التسعيرة محددة في 850درهم سنويا .
فمخرجات هذا البحث المفصل بالنسبة لمهنيي ألة الجرار، بكل حيادية و استقلالية، اعتقد ان الامر يقتضي مراجعة بعض التصرفات غير المسؤولة وعدم المطالبة بحقوق غير مشروعة وغير قانونية، و أن المواطنة تنصرف نحو القطع مع الريع باعتباره آفة وسلوك غير حضاري تجاوز وقته ، وان احتلال الملك العمومي بصفة غير مشروعة وما يترتب عليها من الاخلال بالنظام العام وعرقلة عملية السير والجولان بالشارع العام الرئيسي للمدينة مما يستوجب تدخل السلطات العمومية من اجل فك هذا الاعتصام و إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه.