اخبار وطنية

الخطاب السياسي بين الشعبوية والتفاهة :

برشيد: عمرو العرباوي / مدير الجريدة

إن المتتبع للخطاب السياسي بالمغرب اليوم يجد نفسه حائرا بين فهم واقع الفعل السياسي والسياسيين أنفسهم، بحيث لم تعد تحكمهم لا قواعد ولا ظوابط ولا أخلاق ولا ميثاق شرف الممارسة الديمقراطية التي تقتضي سلوك مبدأ احترام الرأي والرأي الاخر .
بالأمس القريب كنا نسمع بالحزب السياسي والهياكل السياسية وبالنخبة السياسية وبرجل السياسة وبالعمل السياسي وبالخطاب السياسي وبالممارسة السياسية، وفي المقابل كنا نسمع بالمواطن العارف والمدرك و الملم بعالم السياسة والسياسيين بكل مسوولية ووعي وانضباط والتزام وحنكة مع احترام قواعد الديمقراطية وحقوق الغير أغلبية كانت ام معارضة .
اليوم لم نعد ننعم ولا نتذوق بخطاب سياسي رفيع المستوى بل اختلط الخطاب السياسي الطالح بالصالح، وأضحى عامة الناس عالما ومفتيا بحقل السياسة والدين، وأصبحت الأحكام المسبقة عرفا يهتدي به الجميع في غيبة من هم أهل
الحكمة والمعرفة والاختصاص، الكل يدلي بدلوه وكأنه العارف بأحوال غيره، في حين أنه الجاهل بأحوال أهله وعشيرته .
الواقع ان الخطاب السياسي الشعبوي وممتهنوه أفسدوا حياة الناس، وورثوهم الوهم وأفقدوهم قيم المواطنة وحب الوطن، وسمموا أفكارهم، ورسخوا لديهم التشكيك في كل شيء حتى في انفسهم، كفاكم استخفافا واستبلادا لعقول المواطنين والتغريد خارج السرب .
إذا فمخرجات هذا الخطاب السياسي الشعبوي التافه الفاشل المتعنت المتطرف بعيدة كل البعد عن الخطاب السياسي المتمدن المتحضر والفعل السياسي الراقي المتألق المتطلع إلى الأفاق والسمو والشموخ وبلوغ أهداف التنمية المستدامة والكرامة الانسانية والسلم الاجتماعي وكفالة الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمجالية واحترام مقدسات الوطن.
فالمغاربة ليسوا بلداء، بل هم من الفطنة والنباهة واليقظة ما يجعلهم يعاقبون ويقطعون مع كل فعل سياسي تافه وسقيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى